«تكفى يا سعد»!.. هي الحكاية المؤلمة التي كتب فصولها داعشي قتل ابن عمه مع شقيقه مصور الجريمة التي هزت كافة الأوساط أول أيام عيد الأضحى العام الماضي.. لم تفلح الكلمات الحزينة في إطفاء رغبة القتل وشهوة الدم في قلب الإرهابي فنفذ جريمته النكراء. وفي موقع ثان قتل صاحب فكر ضال ومضل خاله في ليلة عيد الفطر. وفي جريمة مماثلة قتل إرهابي ابن عمه في عملية إرهابية.. وقائع محزنة وأليمة تكشف حقيقة تهديد الإرهاب لكل المجتمع، كما تكشف أن «داعش» استغل العقول الصغيرة لاستهداف صلة القرابة والرحم في التصفية والقتل وإراقة دماء الأبرياء. كلها جرائم تؤكد موت ضمير الداعشيين وجفاف الرحمة في قلوبهم اليابسة. بعد أيام من قتل داعشي والده في خميس مشيط، أقدم آخر على تصفية خاله شقيق والدته والمربي له قبل لحظات من إفطار رمضان العام الماضي، ولم ينتصف العام الحالي إلا وتكتشف الجهات الأمنية استغلال ستة إرهابيين الروابط العائلية بينهم وبين المغدور به الأعزل لاستدراجه لموقع ناء على طريق الرياض - القصيم - المدينةالمنورة، وقتله غدرا. في الشملي استفاق الناس في أول أيام العيد على مقطع فيديو يظهر شخصا من أتباع «داعش» الإرهابي في منطقة صحراوية يطلق النار على رجل مقيد تنفيذا لأوامر التنظيم الضال، وأسفرت التحقيقات الأمنية عن تحديد هوية المجني عليه (مدوس فايز عياش العنزي من منسوبي القوات المسلحة)، إذ تم استدراجه من قبل ابني عمه. وعثر على جثة المغدور في منطقة جبلية شمال قرية (إسبطر) وتبين في الوقت ذاته تورط الجانيين في جريمتين ارتكبتا في 11/12/1436، وفق تقويم أم القرى، تمثلت الأولى في قتل اثنين من المواطنين عند مخفر شرطة عمائر بن صنعاء، أما الثانية فقد تم فيها إطلاق النار على العريف في مرور الشملي عبدالإله سعود براك الرشيدي ما نتج عنه مقتله. وبناء على ما توفر لقوات الأمن من معلومات عن الجناة، وما نفذته من عمليات تمشيط أمني رصد وجودهما في منطقة جبلية، قرب قرية ضرغط في الشملي، وبمحاصرتهما ودعوتهما لتسليم نفسيهما بادرا بإطلاق النار، فتم التعامل مع الموقف بما يتناسب مع مقتضياته.. ما نتج عنه مقتل المطلوب عبدالعزيز راضي عياش العنزي، وإصابة شقيقه سعد راضي عياش العنزي والقبض عليه، كما استشهد في العملية الجندي أول نايف زعل الشمري. عبدالله عبدالله الرشيد، من مواليد 1417، أقدم على قتل خاله العقيد راشد إبراهيم الصفيان في منزله بالرياض، وقبل حادثة استشهاد الصفيان بأيام وخلال مداهمة أحد المطلوبين الأمنيين في محافظة خميس مشيط، وبعد محاصرته، بادر بإطلاق النار، وقتل والده الذي كان برفقة رجال الأمن، وفي نهاية الأمر لقي حتفه في مواجهة أمنية. ويتكرر المشهد والمجرم واحد هو فكر «داعش» الذي تكفلت وزارة الداخلية بمواجهته، إذ كشفت مشاهدة للدوريات الأمنية سيارة بجوارها شخص متوفى وحوله آثار عراك وأظرف فارغة متناثرة، واتضح للجهات الأمنية قيام ستة أشخاص باستغلال الروابط العائلية بينهم وبين المغدور به لاستدراجه، وقتله غدرا. ومع مساء الجمعة أغلقت وزارة الداخلية وقطاعاتها الأمنية ملف هلاك الدواعش الستة بعد نجاح أمني، إذ سعى هؤلاء لاستهداف رجال الأمن بالأعمال الإرهابية، وجرائم الغدر والخيانة.