دعا الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بعد مقتل أمريكيين أسودين عزل برصاص رجال الشرطة، إلى إصلاح الشرطة، في اعتراف غير مباشر بتفشي العنصرية في أجهزة تطبيق القانون. فيما أفادت تقارير إخبارية بأن حصيلة ضحايا الهجوم المسلح الذي وقع في مدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية ارتفعت إلى 14 شخصا. وذكرت صحيفة «دالاس مورنينج نيوز» أن هذه الحصيلة تتضمن 12 ضابطا بالشرطة واثنين من المدنيين. ويشمل هذا العدد خمسة ضباط شرطة لقوا حتفهم. وقال عمدة مدينة دالاس مايك رولينجز لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية إن المسلح الذي تبادل إطلاق النار مع الشرطة في ساحة انتظار سيارات متعددة الطوابق قرب موقع الهجوم قد لقي حتفه. وأمس اغلق مبنى الكونجرس بسبب تهديد أمني قبل أن يعاد فتحه لاحقا. وقال الرئيس أوباما في تعليقات أدلى بها عقب وصوله إلى بولندا امس الجمعة، إن مواطنين كثيرين يشعرون بأنهم بسبب لون بشرتهم، فإنهم لا يعاملون بالطريقة نفسها، التي يعامل بها الأمريكيون البيض. وكان أوباما وفقا ل«سكاي نيوز» يعلق على مقتل ألتون سترلينج في باتون روج في ولاية لويزيانا، وفيلاندو كاستيلي في فالكون هايتس في ولاية مينيسوتا برصاص الشرطة، الأمر الذي أثار موجة من الغضب. موجة غضب واتهم تقرير رسمي الشرطة في مدينة شيكاغو الأمريكية بالعنصرية وقال فريق عمل ُشكل في أعقاب غضب شعبي بسبب تكرار حوادث إطلاق النار من جانب الشرطة، إن بعض الضباط «لا يضعون في الاعتبار قدسية الحياة عندما يتعلق الأمر بالأشخاص ذوي البشرة الداكنة». وقال الفريق إن الشرطة مارست التمييز ضد السود وذوي الأصول اللاتينية عن طريق استخدام القوة المفرطة والالتزام بالصمت. والخميس اثار مقتل ألتون سترلينج في لويزيانا وفيلاندو كاستيلي في مينيسوتا مجددا الجدال حول استخدام الشرطة الأمريكية للقوة القاتلة ولا سيما ضد السود. وتحدث الرئيس باراك اوباما عن «مشكلة خطيرة» تعاني منها امريكا داعيا الى البدء بإصلاح سلك الشرطة. وقال اوباما انه من الواضح ان اعمال القتل ليست «احداثا معزولة» وانما تشكل «اعراضا للتحديات الاكبر في نظامنا القضائي» متحدثا عن «فروقات عنصرية» وعن «انعدام الثقة بين قوى الامن ومجموعات كبيرة من السكان». ونشرت دايموند رينولدس صديقة كاستيلي شريط فيديو بعد مقتله في ضاحية سانت بول حيث يظهر شرطي يصوب مسدسه عليها عبر نافذة سيارتها وبداخلها تجلس ابنتها في المقعد الخلفي. وشوهد الشريط الذي يظهر فيه كاستيلي وهو ينزف ملايين المرات واثار غضبا عارما ودفع الآلاف للنزول الى الشوارع ونظمت تجمعات حاشدة من نيويورك الى لوس انجليس مرورا بواشنطن وشيكاغو واتلانتا. واستمر التحرك حتى فجر امس في سانت بول، حيث تجمع المئات من جميع الاعمار والانتماءات امام منزل حاكم مينيسوتا مرتدين قمصانا كتب عليها «اوقفوا قتل السود» و«الايدي مرفوعة، لا تطلقوا النار». وفي مانهاتن، توجه الآلاف الى ساحة تايمز سكوير هاتفين «كفى» و«حياة السود مهمة» على اسم الحركة، التي تعمل على وقف العنف الذي تمارسه الشرطة بحق الامريكيين السود. أوباما يدعو لاصلاح الشرطة وكان خمسة شرطيين قد قتلوا واصيب ستة اخرون بجروح في دالاس جنوبالولاياتالمتحدة برصاص قناصة اشاعوا حالة من الفوضى والخوف اثر تجمع احتجاجي على مقتل الرجلين الأسودين برصاص شرطيين من البيض الأمريكان، في حين استمر ليلا تبادل اطلاق النار مع مشتبه به قال انه زرع قنابل في وسط المدينة. وتجمع المئات في هذه المدينة الكبيرة بولاية تكساس في اطار سلسلة من التحركات في مختلف انحاء الولاياتالمتحدة للاحتجاج على العنف، الذي تمارسه الشرطة بحق السود بعد مقتل الرجلين في لويزيانا ومينيسوتا برصاص شرطيين ونشر اشرطة فيديو عن الحادثين شاهدها الملايين. فوضى عارمة واشاع اطلاق النار الذعر والفوضى وراح الناس يجرون في كل اتجاه. وقال ديفيد براون رئيس شرطة دالاس انه في نهاية التجمع «بدأ رجلان باطلاق النار على رجال الشرطة من موقع مرتفع». وبعد ساعات، مع تقدم الليل، استمر تبادل اطلاق النار بين الشرطة ومشتبه به اختبأ في مرآب وسط المدينة، وكانت الشرطة تتفاوض معه. وقال رئيس شرطة دالاس للصحافيين ان «المشتبه به الذي نتفاوض معه قال لمفاوضينا ان النهاية اقتربت. وانه سيؤذي ويقتل المزيد منا، وهو يعني الشرطيين، وقال ان هناك قنابل في كل مكان في هذا المرآب وفي وسط المدينة»، مضيفا «لذلك نتوخى الحذر في تحركاتنا حتى لا نسبب مزيدا من الاذى لمواطنينا في دالاس مع مواصلة التفاوض». وتم توقيف شخصين مشتبه بهما بعد ان عثر على حقيبتين بألوان تمويه عسكرية في سيارتهما، واوقفت لاحقا امرأة كانت في الجزء نفسه من المرآب مع مطلق النار. وسلم رجل اسود نفسه للشرطة بعد ان نشرت صورته وهو يتجول مرتديا ملابس عسكرية ويعلق بندقية على كتفه. ويجيز القانون لمَنْ لديه رخصة التجول بالسلاح في ولاية تكساس. . ونشرت اعداد من شرطة التدخل السريع في المدينة بعد بدء اطلاق النار وفق قنوات التلفزة المحلية. واعلنت هيئة الطيران المدني منع التحليق على ارتفاع يقل عن 2.5 ميل فوق المدينة باستثناء طائرات النجدة تحت اشراف شرطة دالاس. وقال رئيس البلدية مايك رولنجس ان البيت الابيض وحاكم تكساس جريج ابوت عرضا المساعدة متحدثا عن «صباح حزين» في المدينة. محتج في دالاس يرفع لافتة بوجه الشرطة تطالب بتحقيق العدالة