توهم كثيرون أن عهد العنصرية البغيضة قد مضى مع رحيل الأسطورة الرياضية العالمية، محمد علي، الذي عانى لسنوات من عنصرية غير مسبوقة، فلقد جمع الرجل كل بواعث الاضطهاد في بلاد الحضارة المزعومة، دينه ولونه! لكن هذا التوهم سرعان ما انكشفت أوصاله مع سلسلة الأحداث الهمجية التي ترتكبها الشرطة الأمريكية بحق مواطنيها السود، الأمر الذي تجاوز كونه مجرد حالات فردية، ليصل إلى رأس الدولة، الرئيس الأميركي بارك أوباما، الذي أمل السود بأن يكون ظهيرا لهم، لكنه تغافل عن اتخاذ رد فعل لائق بمقتل شابين أسودين برصاص الشرطة، بينما ثارت ثائرته لرد فعل السود الغاضب. فقد أمر أوباما قبل ساعات بتنكيس الأعلام لخمسة أيام حدادا على ضحايا الشرطة الخمسة الذين سقطوا في أحداث دالاس خلال الاحتجاجات، لكنه لم يشر من قريب ولا من بعيد إلى القتلي السود الذين قتلتهم الشرطة بولايتي مينيسوتا وايرزونا. يأتي هذا في وقت قالت فيه قناة NBC الأمريكية نقلا عن مصدر في الهيئات الأمنية ان اسم الشخص الذي يشتبه بإطلاقه الرصاص في دالاس، على الأغلب، ميكا كزافير جونسون 25 عاما، رغم أن الشرطة سبقت وأعلنت قتل مواطن أسود آخر بالتهمة نفسها! وذكرت صحيفة " لوس أنجلوس تايمز" أن جونسون كان يقطن في منطقة دالاس وليس لديه أي ماض إجرامي ولاعلاقات بالمنظمات الإرهابية. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة دالاس الأمريكية كانت قد شهدت الخميس 7 يوليو، إطلاق رصاص على الشرطة خلال حراستهم لمظاهرة في المدينة احتجاجا على قتل اثنين من الأمريكيين الزنوج في لويزيانا ومينيسوتا، ونجم عن إطلاق النار مصرع 5 من رجال الشرطة وإصابة 7 آخرين. وقال أوباما في بيان مكتوب "احتراما لضحايا الهجوم آمر بتنكيس العلم الأميركي في البيت الابيض وجميع المقار العامة والمراكز العسكرية وسفن البحرية" في كل أنحاء الولاياتالمتحدة". وقد قتل خمسة ضباط من الشرطة، وأصيب 14 آخرين، برصاص قناصة استهدفوهم أثناء مظاهرة في مدينة دالاس جنوبي الولاياتالمتحدة احتجاجا على مقتل رجلين أسودين برصاص الشرطة قبل أيام في ولايتي مينيسوتا وايرزونا. وقال قائد شرطة دالاس (ديفد براون) إن المتهم القتيل -الذي اتضحت براءته بعد ذلك- قال قبل مصرعه إنه غاضب بسبب حوادث القتل التي يتعرض لها السود بأميركا، مؤكدا أنه لا يرتبط بأي مجموعة وإنما نفذ الهجوم من تلقاء نفسه. بدورها، قالت وزيرة العدل لوريتا لينش إن وزارتها تقدم كل ما يمكن لمساعدة مسؤولي تكساس الذين يحققون في الهجوم. ودعت لينش في مؤتمر صحفي- الأميركيين لعدم جعل الحوادث ذات الدوافع العنصرية التي وقعت مؤخرا هي "الأمر المعتاد الجديد" بالبلاد، وطالبت بتصرف "هادئ وسلمي" لعلاج "الانقسامات"!