تشير التوقعات إلى احتمال عودة نشاط «البوارح» اليوم، وتثير الاتربة والغبار في مساحات واسعة بالمنطقة الشرقية وأجزاء من دول الخليج، في حين تواصل درجات الحرارة الارتفاع في ثالث العيد، وتبلغ نهاية الاربعينات المئوية والخمسينات عند الظهيرة، ويتزامن ذلك مع الفترة الاولى لموسم الجوزاء، حيث تسود الرياح الجافة والحارة «السموم»، وتتفاوت في سرعتها بين القوة والضعف، وتنشط على فترات خلال 10 الأيام المقبلة باذن الله، وقد تصحب بموجات غبارية شديدة احيانا، بما يؤدي الى انخفاض مدى الرؤية إلى أمتار قليلة وخاصة وقت الظهيرة، وتبلغ ذروتها خلال النهار ثم تهدأ ليلا. كما يستمر عدد من المؤثرات المتتالية، وخاصة في امتداد المنخفض الموسمي، مسببا ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات قياسية غير مسبوقة، وفقا لمعطيات نماذج التنبؤات العددية الخاصة بطقس الصيف، وقد تكسر حاجز ال50 درجة احيانا، فيما تكون الاجواء خلال الفترة الحالية، متسمةً بمؤثرات الفصل الملتهب في غالبية الايام الى نهاية الشهر، مع تفاوت في مستوى درجات الحرارة، التي قد يطرأ عليها بعض الانخفاض تباعا، نتيجة تأثير سرعة واتجاه الرياح السطحية، اضافة الى تراجع نسبي ملحوظ في معدل الرطوبة الذي ينعكس على درجة الحرارة المحسوسة، وتكون الرياح شمالية الى شمالية شرقية معتدلة على وسط وشرق المملكة، مع استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي في الساحل الغربي، كما تتجدد فرص الامطار جنوبا بمشيئة الله. وبحسب المتابعين للاحوال الجوية، فإن منطقة الخليج العربي تنتقل الى المنزلة الثانية، في نوء الجوزاء المعروفة ب «الهنعة» منتصف يوليو الجاري، التي تعد أيامها الاشد حرارة بفصل الصيف، ويقترن ذلك بمتغيرات مباشرة بزيادة نسب الرطوبة تدريجيا، ممتدة الى المرحلة التالية في الطالع الخامس للصيف «المرزم»، ممثلا للمرحلة المعتادة فصليا بأعلى معدلات الرطوبة، حيث تتراجع سرعة الرياح وهي العوامل المؤثرة في كتمة الأجواء، وتدخل منزلة «الذراع» في 29 يوليو، وتنزلها الشمس ظاهريا لمدة 13 يوما، ويفرض الحر وجوده بقوة، فتكون الاجواء مرهقة بشكل كبير وخاصة عندما تسكن الرياح، ويتخلل هذه الفترة ايضا هبوب رياح السَموم اللاهبة، وفي بعض الفترات تكون الرياح شمالية غربية، تتغير بنسيم البحر إلى شمالية شرقية ومتقلبة الاتجاهات، مع تشكل الغيوم نتيجة تشبع الهواء ببخار الماء، وقد تتكرر العواصف الترابية، ويبلغ متوسط درجة الحرارة الصغرى 28 و30 درجة والعظمى بين 45 و50 درجة مئوية في المتوسط العام بحسب المواقع، كما يستمر الليل بأخذ 4 درجات من النهار «16 دقيقة» حتى يبلغ طوله في نهاية هذه المنزلة، التي تعرف ب«المرزم» و«طباخ اللون»، ومن بوادر دخولها ينضج الرمان والفواكه الصيفية، ويكثر في آخرها الرطب، في حين يعتبر «المرزم» أحد نجوم كوكبة الجبار مقابل «منكب الجوزاء»، وهو ثالث ألمع نجم في هذه المجموعة، ويبعد عن الارض نحو 240 سنة ضوئية، ويفوق ضياء الشمس بحوالي 4000 مرة. من جهته أوضح الباحث المختص بالفلك والمناخ، سلمان آل رمضان، ان هذه الايام هي ضمن موسم «الجوزاء»، الذي ينتهي في 28 من يوليو الجاري، وبالتالي فإن الخصائص معتادة بحرارة شديدة، تستمر الى الموعد التقريبي لدخول «طالع الذراع» الذي يسمى المرزم، ويعنون به الشعرى اليمانية، ويعد من بين 27 أسطع النجوم في السماء، ويتزامن طلوعه مع آخر «باحورة القيظ»، وأول «القدحة» التي تتسم بشدة سطوع الشمس، وفي النظرة الفلكية يرمز ل «المرزم» بذراع الأسد المقبوضة، ويعرف في نجمين بينهما مقدار سوط، وهو محمود قلما يخلف مطره في المناطق الممطرة صيفاً، حيث تتشكل فيه الغيوم ويشتد فيه الحر والسموم والرطوبة، مع حدوث عواصف ترابية وغيوم في بعض مواسمه، وهو من النجوم الشامية، والخامس من منازل الصيف وأحرّها، و«المرزم» نجم كان يقال له عند العرب القدماء «مرزم الذراع»، وتنشط فيه رياح السموم اللاهبة، وتسود في ايامه عادةً الرياح الشمالية الشرقية، وتهب فيه أحياناً العواصف الترابية، ويكثر الرطب في كثير من النخيل، وكان يتم فيه استخراج اللؤلؤ من قاع الخليج، كما يزداد نشاط وهياج الأفاعي والزواحف بمختلف أنواعها، التي تنتشر بشكل كبير ليلا بالمزارع والبراري، بسبب ازدياد معدلات الرطوبة خصوصاً على السواحل، ويعرف «المرزم» انه موسم الحرارة الشديدة والرطوبة العالية، موضحا عدم وجود علاقة بهذا النجم وغيره باحوال المناخ على الارض نهائيا. وقال الرمضان ان هذه الطوالع، تمثل خريطة للفصول في زمن مضى، والتعامل بموجبها كعلامات لمعرفة الانواء المتعاقبة، والاهتداء بها في الطرق والمسالك، على اعتبار ما يحتمل في مواقيتها، على نحوٍ تقريبي في تلك الحسابات، وهي ان صادفت الخصائص الجوية احيانا، فانها غير متوافقة موسما بعد آخر، فالمتغيرات الجوية تترا باختلافات كبيرة، ولا تتسم بنمطية متكررة، واضاف ان مسميات الانواء وفقا للموروث الفلكي في هذا الشأن، وكذلك الفصول السنوية بشكل عام لا علاقة لها بواقع الحالة الطقسية بالضرورة، فهي تقديرات حسابية تعتمد على حركة الشمس الظاهرية، ولذلك تعرف بسنة الفصول، وهذا الكلام يشمل أيضا المطر، فلاغرابة للمطر صيفاً وإن قل حدوثه، فهو يحتاج فقط رطوبة ورياحاً ترفعها لطبقات الجو العلوية لتقابل برودة، ومتى توفرت تلك الظروف فالمطر ممكن بمشيئة الله، ومما تقدم في وصف طالع الذراع/ المرزم، فإمكانية هطول الأمطار هذه الفترة وارد في المناطق الجنوبية الغربية، وقد تصل جنوباً وجنوب شرق حتى عُمان، وهي ضعيفة في أواسط وجنوب شرق المملكة، ومازالت بعيدة حسب المعطيات في حواضر الشرقية، وهناك مؤشرات على ارتفاع في درجات الحرارة، لتصل المحسوسة منها نهارا حتى الخمسينيات المئوية وخاصة في نوء المرزم علاقة بارتفاع نسب الرطوبة فتكون الدرجة المحسوسة اعلى من المقاسة إرصاديا.