تنشط الرياح الشمالية الغربية اليوم الجمعة، وتؤثر في اجواء منطقة الخليج، متوقعا ان تبلغ سرعات عالية نهارا، ما يؤدي الى اثارة الاتربة والغبار، بحيث ينخفض مدى الرؤية الافقية في الاماكن المكشوفة والطرق البرية، كما تعمل على ارتفاع الامواج، وتستمر قوية -بإذن الله- خلال 72 ساعة القادمة، وذلك نتيجة تعمق منخفض الهند الموسمي، وفيما ترتفع درجات الحرارة اليوم الى الخمسينيات المئوية، فإنه يُتوقع ان تساعد موجات الغبار وسرعة الرياح، في كسر اشعة الشمس، وبالتالي يحدث تراجع طفيف في القيم الحرارية، الذي يخفف من حدّة موجة الحر التي تتعرض لها المنطقة منذ أيام. وتشير التوقعات الى بعض التحسن في احوال الطقس خلال ايام عيد الفطر، تزامنا مع نشاط «البوارح» حتى الاقتراب من نهاية الاسبوع المقبل، ويتفاوت ذلك بحسب المواقع، مع استمرار الاجواء الصيفية الحارة الى شديدة الحرارة بشكل عام، في معظم المناطق عدا المرتفعات الجبلية العالية، وترتفع نسب الرطوبة في السواحل خلال الايام القادمة التي تؤثر في الاحساس بدرجات حرارة مرتفعة، في حين تتواصل موجات الغبار بكثافة بالسواحل الجنوبية الغربية للبحر الاحمر، مع رياح متغيرة الاتجاهات عالية السرعة، وتتجدد فرص هطول امطار رعدية على المرتفعات. وتتعرض مناطق الشرقية وجنوب شرق الرياض واجزاء من الوسطى، لموجات شديدة الحرارة، نتيجة اندفاع كتل هوائية حارة مصاحبة للمنخفض الاستوائي، ويعد ذلك طبيعيا في هذه الفترة من الصيف، وتخف الكتلة الملتهبة نسبياً على نحو تدريجي، مع بداية شهر شوال -بإذن الله-، بفارق في تراجع الحرارة ب5 درجات مئوية في المتوسط، وتكون الاجواء في النسق المعتاد غالبا في مستوى درجات الحرارة إلى معدلات مماثلة للمواسم السابقة، قبل ان تعود للارتفاع في منتصف شهر يوليو، مع الاخذ في الاعتبار وجود التباين من منطقة لأخرى، تبعاً لموقعها واختلاف تضاريسها والقرب والبعد عن البحر، ومتغير اختلاف زاوية سقوط أشعة الشمس، الذي يؤثر في الحرارة نتيجة ميل محور الأرض، أثناء دورانها حول الشمس، كما تشتد سيطرة منخفض الهند الموسمي على الطقس، في يوليو وأغسطس، ومن شأن ذلك ارتفاع درجات الحرارة، فتبلغ الخمسينيات المئوية في الساحل الشرقي خلال بضعة ايام، عند زيادة نسب الرطوبة، فيما تتزامن الحالة الجوية السائدة حاليا، مع دخول موسم الجوزاء الذي يعد مؤشرا على اشتداد الحر. وفي هذا السياق، أشار الباحث العلمي المختص بالفلك والمناخ، عبدالعزيز الشمري، الى ان دخول نوء الجوزاء، يكون تقديريا يوم الاحد المقبل 3 تموز يوليو، وفقا للموعد السنوي المتعارف عليه، مبتدئا بمنزلة «الهقعة» التي تعرف باشتداد الحر، ومؤشرا على انصراف الشمس إلى الجنوب، فيظهر ظل الزوال مجددا بعد الاختفاء، وفي نوئها تكثر السمائم والعواصف الترابية، وتتواصل الرياح الشمالية المغبرة «البوارح»، وفي هذه المنزلة يتقلب الجو مع هبوب تلك الرياح خلال 20 يوما قادمة -بإذن الله-، وهي الفترة الجافة من فصل الصيف، و«الهقعة» هي الثالثة من منازل فصل الصيف، وأبرز الملامح الطبيعية لنوء «الجوزاء» بشكل عام، تكون في كثرة السموم والعواصف وتشكّل الغيوم المتجهة من الشرق إلى الغرب، وبداية ارتفاع الرطوبة النسبية، اضافة الى حدوث بعض فترات السكون للرياح الذي يؤدي الى كتمة الجو، ومن ثم الدخول في مرحلة الرطوبة العالية، على السواحل بالمنزلة الثانية من الجوزاء، وهي «الهنعة» في 16 من شهر يوليو، التي تمثل فترة الصيف الرطب واكبر ارتفاع في معدلات درجة الحرارة. وبحسب الفلكي الشمري ايضا، أن العديد من العوامل الجوية، التي ساعدت بعد مشيئة الله في حدوث موجات الحر، وتعد من الحالات المعتادة صيفا، ومن ذلك توغل المنخفض الاستوائي، وطول النهار وبالتالي تسلط اشعة الشمس خلال ساعات طويلة، فترتفع درجات الحرارة على جميع أنحاء المملكة، ويضيف انه لا مجال للمبالغة في توقعات المرحلة المقبلة، وذلك بالنظر إلى اعتيادية جميع العناصر الجوية، التي تتكرر موسميا على نحوٍ متقارب، كما لا يمنع ذلك من احتمال تعاقب موجات الحر حتى نهاية فصل الصيف، والزيادة في درجات الحرارة احيانا الى اعلى من المعدل السنوي، موضحا ان هذه الفترة تمثل حالة استثنائية بكل المعايير الطقسية، التي بدت غير مستقرة بشكل عام، بما يعني ان التنبؤات المسبقة، لا يعتمد عليها في امكانية التطابق مع الواقع، فالمتغيرات واردة الاحتمال، وفقا الى ما يطرأ من مستجدات آنية، اضافة الى ان العلاقة بالطوالع النجمية وكذلك المواقيت الفلكية للفصول، اصبحت مختلفة قياسا على أحوال واضحة، في تشكيل انماط غير مستقرة في الخصائص الجوية المعتادة، وتفسير ما يحدث يرتبط بمؤثر الشمس على مناخ الكرة الأرضية، وبخاصة في الدورة الشمسية 24 الحالية، التي شهد كوكبنا منذ بدايتها متغيرات غير مسبوقة.