كريستيانو رونالدو اسم جميل في عالم كرة القدم، وواحد من المواهب التي لا يمكن أن يغفلها التاريخ على مر عصوره، هو نجم مهاري من الطراز الرفيع، وهناك فرق بين المهاري والاستعراضي، فهو يجيد الأخيرة ايضاً لكنه طوال مشواره يسخرها للمجموع وليس (الأنا)، وهذا هو الفرق بينه وبين الكثير من اللاعبين الذين قتلوا مهاراتهم بالاستعراض. رونالدو يجيد الصناعة والتسجيل، وفوق ذلك كله يتقن تسديد الكرات الثابتة وسجله عامر بالأهداف الصاروخية. الذي أبقى رونالدو في القمة طوال هذه السنوات فنه ومهارته ومستواه وليس فقط منافسته مع الارجنتيني ليونيل ميسي، ومن يرد أن يقنع الآخرين بغير ذلك فهو واهم واهم واهم. رونالدو ركيزة فنية عالية الجودة، ووجوده في الملعب إضافة تبعث الثقة في زملائه بالمنتخب البرتغالي والجمهور. يكفي رونالدو عدد البطولات التي ساهم في تحقيقها مع فريقه ريال مدريد أو مع مانشستر يونايتد، كما حطم جميع الأرقام القياسية بدوري أبطال اوروبا في عدد الأهداف، وكذلك الأمر في كأس أمم أوروبا. باختصار هو واحد من عمالقة الكرة العالمية الذين أوجدوا لأنفسهم بصمة لا يمكن محوها أو تجاهلها وهو نجم بلا منازع صنع لنفسه تاريخا يصعب تحطيمه. لم ينس كريستيانو رونالدو دموعه في نهائي 2004 م، فهي لم تكن دموع فرح بالفوز باللقب، بل كانت دموع قهر، لكنه بات يحلم بأن يحتفل باللقب بدموع الفرح هذه المرة. كثرة الانتقادات ساهمت في تحفيز رونالدو للرد العملي في الملعب، فكانت أهدافه الحاسمة مع منتخب بلاده وفريقه ريال مدريد الأسباني كفيلة بتوسيع المسافة بينه وبين ليونيل ميسي في سباق الأفضلية العالمي. شعرت في مرات عديدة ان البرتغال لا تستطيع التحليق بدون أجنحة رونالدو.. وأن المنتخب البرتغالي كلما غرق في وحل النتائج السيئة كان الدون في الموعد وعلى قدر المسئولية ليحول السقوط إلى انتفاضة.. فهو معادلة الفرح والحزن في قاموس البرتغاليين، إنه يحمل ضغوطا لا يحملها جبل.. وعندما ينفجر بالمشاغبة فهي تنفيس ليس أكثر. رونالدو استطاع بتألقه أن يغير قناعات الكثيرين، وهي حقيقة حكاها المدرج الأوروبي لحظة الصرخة التي يطلقها. رونالدو لغة جميلة في عالم الكرة وظل اسمه فريدا ليبقى النجم الثابت في القلوب مهما تباعدت الخطوات واثق الخطوة يمشي نجماً متلألئا في سماء توهجه وأجبر الجميع على المطالبة باستمراره في الملاعب، ولعل ما قدمه أمام ويلز برهان على قيمته الفنية للعالم أجمع. رونالدو قدوة لجيل كامل، فهو لم يعرف اليأس حتى في أحلك الظروف، وظل متزنا في ساحة النزاعات، وسما بنفسه وارتقى بفكره في جدليات الألقاب والأمور الصغيرة، هو تاريخ متحرك، هذا التاريخ (الفاخر) لم نجده يوما ما يتاجر به لشخصه، بل قدمه على طبق من ذهب لمنتخب بلاده الذي اكتسب مزيداً من الشهرة من نجوميته، وليس العكس كما هو الحال في كثير من المنتخبات.