زيادة العمليات الإرهابية آخر شهر رمضان المبارك في أكثر من موقع داخل المملكة وخارجها، تقدم أفكارا وتؤخر أخرى، ومما يتأخر فكرة اختطاف ومصادرة عقول الشباب صغار السن، ونمو العقلية الإرهابية في ظل الفوضى التي تعيشها المنطقة العربية مع بقاء التنظيمات المتطرفة دون أن تتضرر في بنيتها الفكرية التي لا تزال تمارس رذيلة التغييب الديني. ما يتقدم حاليا هو حيوية الفكر المتطرف وعدم ردع الذين يوادون التطرف من طرف خفي لتلازم ذلك مع طائفية كامنة في النفوس لا تدين ولا تستنكر أو تستقبح أو ترفض قتل الأبرياء، فإن الوسائط الاجتماعية تسمح بإنبات كثير من الطحالب الفكرية لتطفح بحالات من التشفي في الموت وانتهاك حياة الأبرياء واسترخاصها بصورة غير إنسانية ولا تستوي مع المقتضيات الدينية في حرمة الدماء والأعراض. طالما بقيت بذرة التطرف تنمو وتتحرك فكريا لتغطي السوء العقلي في رفض الآخرين وعدم اعتبار حيواتهم فإن التطرف يبقى ويتمدد، لأن هذا السوء الفكري المتطرف لا ترى مشكلة في قتل الآخرين، لذلك فإن كل متطرف يتماس مع التنظيمات المتطرفة بقبول فعلها الدموي القاتل إنما هو يمنح أولئك رخصة للقتل لن يتردد أو يتوانى عن استخدامها يوما إذا لم يجد إرهابيا صغيرا يفجر نفسه ويقتل بما يشفي غل وغليل في تلك النفوس التي لا تجد ما يردعها. الفطرة الإنسانية ليست دموية، والدين لا يجيز استباحة الدماء لمجرد الاختلاف، لذلك مَنْ يجد مساحة لقبول أي سلوك إرهابي، أيّا كان فاعله، عليه أن يراجع نفسه، فذلك يشي بكمون متطرف قابل لأن يتحوّل الى تلك الحالة الاستلابية للعقل وتحويله الى مسار قاتل، فيما تبقى الرؤية الدينية الزائفة مشبعة لتبريرات القتل، لأن مَنْ يفتون ويبذلون الرأي الخاطئ لا يجدون الرادع الجنائي، ما يمنحهم مزيدا من حرية الحركة في اختراق عقول الشباب وتلويثها من خلال بوابة التطرف التي يغض البعض الطرف عنها لأنها تضرب في غير جلدهم العقدي، فيما يؤسس ذلك لعقلية منفتحة على التطرف وصناعته بما يعمل على تحويل بوصلته في مرحلة لاحقة الى أي مستويات عدائية للسلطة أو الدولة أو المجتمع أو غالب الأمة لأن قدرا مناسبا من الكراهية تأسس في الذات والعقل ويؤهل لانتاج متطرفين وإرهابيين في تحايل كامل والتفاف على مكافحة التطرف والإرهاب.. سد باب الطائفية يفقد صانعي التطرف أهم أدوات اختراق عقول الصغار.