بدأت بريطانيا التعايش مع قرارها بالخروج من الاتحاد الأوروبي والتعامل معه بعد الاستفتاء العجيب الذي جرى يوم الخميس الماضي. فيما يلي بعض الأسئلة التي بدأت تجول في المملكة المتحدة في عطلة نهاية هذا الأسبوع.. ■ هل يمكن بطريقة ما إبطال الاستفتاء؟ * هذا ممكن، ولكنه غير محتمل. صحيح أن القرار غير ملزم، ولن يكون رئيس الوزراء البريطاني المقبل ملزما من الناحية القانونية بالعمل بهذه النتيجة. ويستطيع أي رئيس وزراء جديد، نظريا، العودة ثانية إلى الاتحاد الأوروبي ويطالب بمفاوضات جديدة حول اتفاق جديد قبل أخذ هذا الاتفاق وعرضه على الناس في استفتاء ثان. ولكن هذا الخيار استبعده قادة دول الاتحاد الأوروبي الآخرون، وسيكون من الصعب جدا تجاهل آراء 17.4 مليون شخص صوتوا للخروج من الاتحاد. ■ ماذا عن الاستدعاء المقدم من أكثر من 3 ملايين شخص لإجراء استفتاء ثان؟ * وقع عدد قياسي من الناس استدعاء رسميا على موقع البرلمان البريطاني يدعون فيه إلى إجراء تصويت ثان. ولكن لا توجد آلية في المملكة المتحدة خاصة بالجمهور وتستطيع استثارة استفتاء، وأكثر ما يمكن أن يحققه ذلك الاستدعاء هو اجراء نقاش بين النواب. وهنا أيضا بعض المشاكل الأخرى. الاستدعاء يطالب الحكومة بإلغاء نتائج الاستفتاء إذا فاز أي من الطرفين بأقل من نسبة 60 بالمائة أو كانت نسبة من صوتوا تقل عن 75 بالمائة ممن يحق لهم الانتخاب. ولكن الاستفتاء حدث. وكل القادة السياسيين في البلاد تعهدوا بالاعتراف بنتائجه. ولهذا لن يقطع هذا الاستدعاء شوطا طويلا. ■ هل يمكن أن يقدم الاتحاد الأوروبي عرضا للمملكة المتحدة يستثير إعادة التفكير بقرارها؟ * هذا أيضا غير مرجح. فكل ما تريده برلين وباريس وبروكسل حتى الآن هو انفصال بريطاني سريع من الاتحاد الأوروبي. قال رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، جان كلود يونكر، «لم يكن ذلك طلاقا وديا، ولكن لم تكن علاقتنا، على أي حال، علاقة حب قوية». ■ متى ستغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسميا؟ * لن يحدث ذلك قريبا. أولا تحتاج المملكة المتحدة إلى تفعيل المادة 50 من اتفاقية لشبونة، وهي التي تستدعي وضع فترة سنتين كإطار زمني للمحادثات الرسمية. ومع ذلك قال رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، إن هذا سيكون من مهام من يليه في رئاسة الوزراء، حيث إن خليفة كاميرون لن يتولى منصبه خلال الأشهر الثلاثة القادمة. وقد أشار بوريس جونسون، وهو المفضل لتولي المنصب، يوم الجمعة إلى أنه لا حاجة للاندفاع رسميا للبدء بالمفاوضات. لذلك يبدو من غير المرجح أن تخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي في وقت أبكر من عام 2018. ■ هل يستطيع الاتحاد الأوروبي إجبار المملكة المتحدة على تفعيل المادة 50؟ * لا.. المملكة المتحدة هي فقط من يستطيع ذلك. وهذا يعني أن ذلك سيترك الآن مقدارا معينا من قوة التفاوض في يد بريطانيا. ومع ذلك وحالما يتم إطلاق تلك الآلية، فسيعود تبني السياسة المناسبة إلى ال27 دولة الأخرى في الاتحاد. لذلك سيصبح توقيت إطلاق المادة 50 مهما للغاية. ■ كيف تعمل معركة قيادة حزب المحافظين؟ * قال كاميرون إنه يريد ممن يخلفه في المنصب أن يكون في مكانه في أوائل شهر أكتوبر. وفي حال قرر كبار أعضاء حزب المحافظين استخدام نفس النظام الذي اتبع مع انتخاب كاميرون في عام 2005، فسيتوجب على 330 من المشرعين تفحص اختصاص المتقدمين للمنصب وتخفيض عددهم إلى اثنين بحلول شهر يوليو، عندما يذهب أعضاء مجلس العموم في إجازة الصيف. وبعد ذلك سيختار أعضاء الحزب الشخص الفائز. ■ من المفضلون من بين المتقدمين للمنصب؟ * حسب مركز المراهنات البريطاني بوك ميكر ويليام هيل، يعتبر جونسون في مقدمة هؤلاء، حيث تشير المراهنات إلى نسبة تفضيل تبلغ 11/8، ما يعطيه فرصة فوز قدرها 58 بالمائة. وتأتي في المركز الثاني بعد جونسون، تيريزا ماي، وهي ممن يفضلون البقاء في الاتحاد الأوروبي، وحيث تبلغ نسبة تفضيلها 5/2، ما يعطيها فرصة فوز قدرها 29 بالمائة، ويأتي بعدها ميشيل غوف، وهو من الداعين الرئيسيين لخروج بريطانيا من الاتحاد، بنسبة تفضيل 1/10 ما يعطيه فرصة فوز نسبتها 9 بالمائة. ■ إذن هل فوز جونسون أمر محسوم؟ * يقول ألان دونكان، النائب المحافظ، إن الأمر ليس بالضرورة ذلك. ففي حين أن جونسون شخصية جذابة، وعلى الأرجح من أكثر السياسيين المعروفين في بريطانيا، إلا أنه يعتبر في نفس الوقت شخصية متذبذبة وليس له رأي ثابت. كما أن اختياره لا يمكن أن يكون أمرا جذابا بالنسبة لأعضاء حزب المحافظين المجروحين من حملة الاستفتاء المريرة. وقد صرح دونكان لإذاعة البي بي سي يوم السبت، قائلا: «الكثير منهم لا يريد بالضرورة الركوب دائما في لعبة الشقلبة الدوارة في مدينة الملاهي». ■ هل توجد في الأفق انتخابات مبكرة؟ * يقول جوناثان باول، كبير الموظفين السابق لدى توني بلير، إن أي رئيس وزراء جديد سيحتاج إلى تفويض من الناخبين قبل بدء محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال باول في مقابلة له مع إذاعة البي بي سي يوم الجمعة: ما نوع العلاقة الجديدة التي ستكون لنا مع الاتحاد الأوروبي؟ هل يجب أن نكون مثل النرويج؟ هل يجب أن نكون مثل كندا، وماذا يتوجب علينا أن نكون؟ في الوقت الحاضر، لن يكون حل البرلمان سهلا كما كانت الحال في السابق. منذ عام 2010، كان لدى المملكة المتحدة دورات برلمانية لفترات ثابتة، والانتخابات التالية لن تكون مستحقة قبل مايو من عام 2020. لكن هناك ظرفين يمكن أن يؤدي أي منهما إلى انتخابات مبكرة. الأول، إذا صوت ثلثا أعضاء مجلس العموم على إجراء انتخابات، والثاني، إذا خسرت الحكومة الثقة وأخفقت الإدارة الجديدة في كسب التصويت بالثقة خلال 14 يوما.