يتوجه البريطانيون اليوم إلى صناديق الاقتراع للإجابة على سؤال (هل تؤيد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أم لا). وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 0600 بتوقيت جرينتش اليوم وستغلق في الساعة 2100 بتوقيت جرينتش. ومن المقرر أن تعلن النتيجة الرسمية بعد الساعة 0600 بتوقيت جرينتش يوم غد الجمعة لكن النتائج الجزئية وأرقام معدلات المشاركة من 382 مركز إحصاء ستعلن اعتبارا من الساعة 0100 بتوقيت جرينتش. وأظهرت استطلاعات الرأي التقارب الشديد في نسب تأييد المعسكرين المتنافسين. ورسمت الاستطلاعات صورة متناقضة للرأي العام في أمة تعاني من انقسام عميق. لكن بعض استطلاعات الرأي المنشورة منذ مقتل النائب جو كوكس أظهرت تقدماً طفيفاً لمعسكر البقاء، على الرغم من أن هذا التقدم غالباً ما يكون في نطاق هامش الخطأ. وبلغت نسبة احتمالية البقاء في الاتحاد 76% وفقاً لتقديرات شركة بيتفير للمراهنات. وعاد الجنيه الاسترليني للهبوط مقابل الدولار إلى 1.4659 دولار بعد وصوله لأعلى مستوى منذ الرابع من يناير عند 1.4788 دولار الثلاثاء. ودعمت مدينة لندن وصندوق النقد الدولي وغالبية رجال الأعمال كاميرون ومعسكر البقاء في الاتحاد الأوروبي، الذي يرى أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيؤدي لدخول بريطانيا حالة من الركود وخسارة الوظائف ورفع الأسعار. وصادف داعمو «الخروج» من بريطانيا هوى في نفس العديد من الناخبين بالقول إن بريطانيا ستستعيد سيطرتها على الهجرة إذا خرجت من اتحاد يرونه مستبداً وغير مواكب للأحداث. واتهم المعسكران باستخدام دوافع بلا أساس وتكتيكات التخويف. وفي واحدة من المناظرات الأخيرة اتهم صادق خان رئيس بلدية لندن المنتخب في الآونة الأخيرة بوريس جونسون الزعيم الرئيس لحملة الخروج من الاتحاد باستغلال المخاوف من الهجرة لحشد الآراء المناهضة للاتحاد الأوروبي. وقال خان لحشد ضخم من المؤيدين بلغ نحو ستة آلاف شخص في مناظرة بثها التلفزيون على الهواء من ملعب ويمبلي مساء الثلاثاء»حملتكم لم تكن مشروعا للخوف إنها مشروع للكراهية ما دام تعلق الأمر بالهجرة». وقال جونسون – المفضل لدى المراهنين ليحل محل كاميرون في حال التصويت بالخروج- لمؤيديه «الخميس المقبل يمكن أن يصبح عيد استقلالنا». وقال جونسون الذي ينتمي لحزب المحافظين وسبق خان في منصب رئيس بلدية لندن، إن معسكر البقاء في الاتحاد لم يتحدث عن شيء سوى الخوف وأنه «يقلل» من شأن بريطانيا. وخطط للسفر في أنحاء بريطانيا بهليكوبتر أمس في محاولة لحشد الأصوات. وأمس جاب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وخصومه المؤيدون للانسحاب من الاتحاد الأوروبي شتى أنحاء بريطانيا في محاولة أخيرة لحشد الأصوات عشية استفتاء يصعب التكهن بنتيجته على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وسيؤدي هذا الاستفتاء الذي يعيد للأذهان صعود الشعوبية في أوروبا والولايات المتحدة إلى تشكيل مستقبل أوروبا. وقد يؤدي انتصار معسكر «الخروج» إلى اضطراب في الأسواق المالية. وقال كاميرون لصحيفة فايننشال تايمز أمس «السباق محتدم للغاية ولا أحد يعلم ما الذي سيحدث». ويأتي استفتاء اليوم بعد أسبوع من مقتل نائبة البرلمان المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي جو كوكس، الذي أحدث صدمة للبلاد وأثار تساؤلات بشأن نبرة حملة تتزايد شراستها. وحث زعماء العالم ومنهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الصيني شي جين بينغ والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وحلف شمال الأطلسي وحلفاء الكومنولث بريطانيا على البقاء في الاتحاد الأوروبي. وحذر بعضهم من تداعيات العزلة. وقال متحدث باسم الحكومة الفرنسية أمس، إن بريطانيا ستخسر الوجود في السوق الموحدة الثمينة للاتحاد الأوروبي إذا جاءت نتيجة التصويت بالخروج من الاتحاد وتوقفت بريطانيا عن السداد في الميزانية المشتركة.