أقامت أكاديمية (إنتر سبورتي) الرياضية ندوة أزمة ديون الأندية السعودية وطرق نجاح الاستثمار الرياضي في المملكة، حيث استضافت عميد المدربين السعوديين، وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقا، ونائب رئيس نادي الاتفاق السابق خليل الزياني وبمعية رئيس نادي القادسية السابق، وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقا جاسم الياقوت، حيث أثروا الحضور بالمعلومات والخطط الملموسة للرقي بكرة القدم في المملكة، وأدار الندوة «الميدان الرياضي». (إهماله واضح) في بداية الندوة تقدم كل من الضيوف بالشكر الجزيل للقائمين على أكاديمة إنتر سبورتي الرياضية على هذا العمل الذي يخدم شباب المنطقة ويعود عليهم بالنفع، وإلى السادة الحضور في هذا الحفل وللمشرفين على الندوة الخاصة بالاستثمار الرياضي. وحول موضوع تغطية الإعلام وتواجده لتغطية هكذا منشآت، أجاب الزياني: إن الإعلام الرياضي مقصر حيال غيابه الواضح عن تغطية أمثال هذه المنشآت، فالإعلام أصبح محاطا بالتقصير في هذا الجانب، فمثل هذه الأكاديميات المتميزة والتي تصب نفعها لأبناء المنطقة تحتاج إلى تواصل دائم ومنتظم مع الإعلام الرياضي لإيصال الرسائل الهادفة أو نقل الأفكار البناءة لمثيلاتها من أكاديميات وإيصال الشكاوى أو الاستفسارات إلى المسؤولين. وذكر خليل الزياني أن الإعلام الرياضي هو حلقة الوصل الأهم بين تلك المنشآت الرياضية والتي يتواجد فيها أغلب أبناء وشباب هذا الوطن وبين المسؤولين والقائمين على الرياضة في المملكة، مطالبا ببذل المزيد من الجهد في نقل الصورة الجميلة عن هذه الأكاديميات وتغطية الفعاليات التي تقام بداخلها. ولم يبتعد جاسم الياقوت كثيرا عن رأي خليل الزياني، حيث ألمح إلى أن الإعلام الرياضي مقصر في نقل الصورة الرائعة لمثل هكذا منشآت، بالرغم من أن وسائل الحصول على المعلومة أصبحت سهلة في ظل التقدم الواضح في وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبا بتفعيل دور الاستثمار للأندية في هكذا أكاديميات. (ديون الأندية وأزمة الاحتراف) وحول أزمة الديون التي تعصف بالأندية، أشار خليل الزياني إلى أن جميع أندية المملكة تعاني من أزمة مالية خانقة بما فيها أندية المنطقة الشرقية، فمعدل التضخم الخاص بديون أندية الخط الأول في ازدياد مخيف، فكل الأندية لها أسهمها الخاصة في هذه المحفظة، محملا الجميع ما يحصل حاليا لتلك الأندية من إداريين أو الرياضيين المتواجدين في الحقل الرياضي بصفة عامة، منوها بأن نظام الاحتراف في السعودية وُجد متهالكا ولم يطبق بطريقة مثالية وصحية، وبالتالي فإن الثغرات في جدار الاحتراف أصبحت كثيرة وسهلة الاختراق ، مبديا انزعاجه من سياسة الاحتراف الحالية والتي يراها السبب الأول في ديون الأندية بسبب سياسة الصرف المالي على نظام احترافي (متهالك) حيث يرى بأن المستفيد الوحيد من نظام الاحتراف الحالي هو لاعب كرة القدم ووكيل أعماله، ونتيجة ذلك ديون متراكمة وقوائم مالية بأرقام فلكية ومرعبة نهاية كل موسم، واصفا الاحتراف الحقيقي بأنه منظومة متزنة يستفيد منها أطراف المؤسسة الرياضية في البلد (اتحاد اللعبة - النادي - اللاعب - الرابطة). الخطط المجهولة وحول هذا السياق، أوضح جاسم الياقوت إلى أن سياسة الخطط المجهولة هي السبب في أزمة الديون الحالية والتي يعاني منها أكبر أندية المملكة، واصفا أزمة الديون بأنها ظاهرة طبيعية في جميع أندية العالم، غير أن الفرق الوحيد بين ما يحدث لديون تلك الأندية وبخاصة في أوروبا وبين معضلة الديون في أندية المملكة هي أن أندية القارة العجوز لديها رؤية واضحة واستراتيجية عمل قائمة بعمل مقنن لا تقبل سوى المحاسبة وكشف الأرقام المالية للجميع دون أي غموض، بينما الأندية في السعودية تعاني من قرارات (ارتجالية) من إدارات بعض الأندية، بالإضافة إلى غياب الرقابة عما يحدث في الأندية، فالهيئة العامة للرياضة يجب أن تعمل حاليا على مراقبة القوائم المالية للأندية بشكل شهري، بحيث تتابع إيرادات وصرف تلك الأندية، وإلا فإن الهيئة العامة للرياضة تتحمل جزءا كبيرا مما يحصل حاليا للأندية في أزماتها مع الديون، منبها الجميع بأن الوضع الحالي ينذر بالخطر لكافة الأندية السعودية، وأن عجلة التغيير في نظام الاحتراف في المملكة يجب أن تتحرك بمنظومة عمل حقيقية لا بهيكلة ورؤية ستؤثر بالسلب في المستقبل القريب. أعضاء الشرف ورعاة الأندية وفيما يخص الشركات الراعية ودور أعضاء الشرف في تقليل نسبة الدين العام للأندية، والمساهمة في تطوير بيئة الاستثمار الرياضي، أشار خليل الزياني إلى أن البيئة الرياضية في السعودية وبخاصة كرة القدم بيئة هي الأنشط في المنطقة بشكل عام، حيث أن أغلب الشركات الكبرى ترغب في رعاية الأندية السعودية، غير أن بيئة الاحتراف (غير الصحية) هي السبب في عزوف تلك الشركات الكبرى في التواجد لرعاية الأندية السعودية، فالخصخصة أكبر مثال على تلوث بيئة الاحتراف في المملكة مما يشل حركة الاستثمار الرياضي في البلد، فخطة الخصخصة بدأت منذ مطلع الألفية الثانية، ولم يتم تطبيقها إلى الآن، فالصعوبة تكمن في تطبيق نظام الخصخصة لكافة أندية دوري جميل، لكنه طالب المسؤولين بتطبيق الخصخصة على تلك الأندية التي تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة وتواجد ملفت لأعضاء الشرف والذين بإمكانهم جلب تلك الشركات الكبرى والراغبة في الاستثمار الرياضي، وهو أمر سيطبق على أربعة أو خمسة أندية فقط في بادئ الأمر، على أن تتبعها الأندية الأخرى فيما بعد بخطط واضحة وطريق مرسوم للجميع بلا عشوائية أو انتقائية أو تكاسل وإهمال. فدعم أعضاء شرف الأندية أصبح ضعيفا مقارنة بالسابق، ولهذا فإن الخصخصة ستزيل حملا ثقيلا من على عاتق أعضاء شرف تلك الأندية. وفي المقابل، أشار جاسم الياقوت إلى أنه لن تكون هناك بيئة صالحة للاستمثار في المملكة طالما تصادمت طموح الشركات الراعية للأندية مع نظام الاحتراف السيئ في كرة القدم السعودية بشكل خاص، فالرواتب الفلكية التي يتحصل عليها اللاعب السعودي، بالإضافة إلى أن الإدارات المتعاقبة على الأندية السعودية هي إدارات (متطوعة) لا يمكن لشركات الرعاية فتح محاور الخصخصة للمسؤولين في ظل وجود هذين الأمرين في المؤسسة الكروية السعودية، فتلك الشركات ترى بأن تلك الإدارات المتطوعة توقع عقود احترافية بالملايين مع لاعبين ترى أنهم لا يستحقون هذه المبالغ، وبالتالي فإن تلك العقود تكون موثقة بين النادي واللاعب ولجنة الاحتراف لتصبح شروطا غير قابلة للإلغاء مما يصرف النظر عن تواجد الخصخصة في الوقت الحالي، حيث سيكون للخصخصة دور كبير في تغيير البيئة الاحترافية لكرة القدم في المملكة ، فانخفاض رواتب اللاعبين وتواجد كوادر إدارية تعمل بشكل مستقل ومتفرغ أبرز نتائج الخصخصة والتي إن طبقت ستعود بالنفع على تلك الأندية مما يساهم في تطوير بيئة استثمارية جيدة للجميع. (تغيير نظام الاحتراف مطلب) وفيما يتعلق ببيئة الاحتراف في السعودية، تطرق خليل الزياني إلى أنه يجب سن القوانين والأنظمة والتي بدورها تحد من الهدر المالي للأندية وتطبيق نظام احترافي تساهم في توفير بيئة اسثتمارية صحية للأندية، فسقف رواتب اللاعبين والذي لا يتجاوز المليونين وأربعمائة الف ريال سنويا لا يطبق إلا على الورق، لأن الجميع يعرف أن هناك ما يتم منحه للاعب (تحت الطاولة)، ولهذا، فإن الهيئة العامة للرياضة يجب عليها إصدار بعض القرارات الصارمة والتي تحمل في طياتها مبادئ الثواب والعقاب للإدارات المخالفة أو المطبقة لتلك التشريعات على أن يكون ذلك بشكل سريع جدا، فتصحيح المسار يحتاج إلى قانون يقف خلف خطّه الجميع. ومن جهته، أشار جاسم الياقوت إلى أن هناك تجاوزات على الأنظمة من قبل إدارات الأندية يتحملها سور الجدار المنخفض لنظام الاحتراف، حيث ذكّر الحضور ببعض قضايا اللاعبين مع لجنة الاحتراف والتي حضرت فيها تلك التجاوزات على بعض الأنظمة، متفقا مع خليل الزياني في الحلول المقترحة من أجل تطوير نظام الاحتراف والذي سيشكل نواة الاستثمار الحقيقي والصحي في الرياضة السعودية وبخاصة كرة القدم، حيث ترميم البيت الاحترافي ومراقبة القوائم المالية للأندية ومحاسبة المقصرين من إدارات تلك الأندية سيعجل بتطبيق الخصخصة وسيساهم في خفض نسبة الدين العام لتلك الأندية وبخاصة أندية المنطقة الشرقية.