يشتد عصف البوارح مجددا في المنطقة الشرقية اليوم الاثنين بإذن الله، ومن المتوقع أن تبلغ الرياح الشمالية مستويات عالية السرعة، وتستمر نشطة وقوية خلال اليومين القادمين، وتعمل على إثارة الاتربة والغبار بالاماكن المكشوفة، بحيث تؤدي الى تراجع كبير في مدى الرؤية الافقية وبخاصة في الطرق البرية. ويتزامن ذلك مع دخول فصل الصيف (فلكيا)، النصف الشمالي من الكرة الارضية، وذلك عند الساعة 01:33 صباحا بتوقيت مدينة الدمام (12:33 صباحا بالتوقيت العالمي)، ويعرف ذلك ب(الانقلاب الصيفي)، وترتفع درجات الحرارة بالمنطقة الشرقية اليوم، وتلامس الخمسينيات المئوية نهاية هذا الاسبوع. فيما يمتد الفصل الحار 93 يوما و3 ساعات و46 دقيقة و54 ثانية وفقا للحساب الفلكي، وتقدر المسافة بين الشمس والأرض في يوم 21 يونيو ب 152027095 كيلومترا، وتكون الشمس في أول برج الجوزاء (التوأم)، وليس برج السرطان كما كان الوضع قبل نحو ألفي عام. ويقصد بالانقلاب الصيفي وصول الشمس لأقصى ميل شمالا عند درجة العرض 23،5، بحيث تصل لأقصى ارتفاع لها بإذن الله تعالى، عند مرورها بخط زوال أي منطقة (الزوال هو وقت دخول صلاة الظهر). وتختلف درجة ارتفاعها من منطقة لأخرى، ثم تنقلب في حركتها الظاهرية نحو الجنوب، حتى تبلغ أقصى ميل جنوبا في الانقلاب الشتوي في شهر ديسمبر. وفي نفس السياق، كانت رؤية الدكتور عبدالله المسند، الاستاذ المشارك في قسم المناخ بجامعة القصيم، والمشرف العام على موقع (جوال كون) المتخصص في الطقس والفلك، ان نشاط البوارح في الشرقية، له علاقة بتضاريسها المستوية بوجه عام، حيث تخلو المنطقة من المرتفعات الشاهقة، لذا أتاحت هذه الوضعية الطبوغرافية للرياح ألا تتكسر أو تضعف عند هبوبها من أو إلى المنطقة. وهذا يساهم في سرعة الرياح السائدة، ومن ثم تحريك وإثارة الغبار، موضحا أن العواصف الرملية تتعاظم في شهري يونيو ويوليو وفقا لاحصاء الدراسات المناخية، فتعمل على تدني مدى الرؤية الأفقية، مما يشكل خطورة بالغة في حركة وسائل النقل، وتلوث الأجواء بالعوالق الترابية، ومن ثم السلبيات الصحية على نحوٍ خاص، مؤكدا على امكانية تتبع ورصد العواصف الرملية قبل وأثناء نشوئها، والتحذيرمنها لأخذ الاحتياطات اللازمة مسبقا. واشار إلى أنها تعد من أسوأ وأخطر الظواهر المناخية في السعودية على اكثر من صعيد، وقال «إن الضغط الجوي يعد من أهم العناصر الجوية المؤثرة، عبر تحريكه للرياح من منطقة الضغط المرتفع إلى منطقة الضغط المنخفض، إذ أن المحرك للرياح بشكل عام، هي الفروقات في قيم الضغط الجوي من مكان إلى آخر». كما تختلف مواسمية (البوارح) بين عام وآخر في مدى القوة والمواقع، وعادة تستمر طول مربعانية الصيف حتى منتصف يوليو. من جهته يوضح الفلكي، سلمان ال رمضان، أنه ليس لهذا التقسيم الفلكي الذي يحدد موعد الفصول، علاقة بالحالة الجوية وإنما يشير لسنة الفصول أو السنة الشمسية التي تبدأ مع فصل الربيع في مارس. وفي دخول فصل الصيف تكون الشمس قد قطعت ربع دورتها السنوية ظاهريا (الدوران الحقيقي للأرض حول الشمس)، ولذا نجد مثلا أن القطب الشمالي الذي لا تغيب عنه الشمس، هو ذو طقس بارد وجليدي وكذلك في مناطق شمال اوروبا، ويعود سبب ذلك الى أن أشعة الشمس تصلها بشكل مائل، فتقطع غلافا جويا سميكا يشتت الحرارة، عكس المناطق المدارية ومنها شبه الجزيرة العربية، التي تصلها أشعة الشمس شبه عمودية، فتقطع غلافا جويا رقيقا نسبيا. وكذلك تلعب المنخفضات والمرتفعات الجوية، وعوامل الطقس الأخرى دورها في تشكيل طقس بلادنا الحارة لفترات طويلة، وهناك احتمال بوجود مؤشرات على ارتفاع في درجات الحرارة، لتصل المحسوسة منها نهارا حتى الخمسينيات خلال الفترة القادمة، حيث تكون الدرجة المحسوسة مرتفعة في السواحل، بزيادة تتراوح بين 5 و7 درجات، وذلك من حيث الشعور بحرارة أعلى من المعلنة ارصاديا، بسبب الرطوبة، الذي يعني اشتداد الحرارة. وقال الفلكي آل رمضان، إن ارتفاع درجات الحرارة هي الحالة المعتادة بفصل الصيف، الذي تشهد منطقة الخليج خلاله أعلى درجات الحرارة على مستوى الكرة الأرضية، في حين يكون الارتفاع بدرجات الحرارة تدريجيا اعتبارا من يوليو المقبل، في حين يتفاوت المستوى ويتغير كل 72 ساعة تقريبا، بمعنى أن وصولها للخمسينيات لا يمثل سوى بضعة أيام، ودون استقرار عند هذا المعدل مختلفا بين المواقع، نظرا لتداخل عدد من العوامل الجوية، المرتبطة بمعدلات الرطوبة ومدى سرعة واتجاه الرياح بتأثير المنخفضات الجوية، وفي منطقة شاسعة مثل شبه الجزيرة العربية، وما فيها من تضاريس من مرتفعات في الجنوب والجنوب الشرقي والغربي، وصحراء واسعة، وسواحل طويلة نسبيا، مع تعدد العوامل الجوية التي تؤثر عليها، من منخفضات ومرتفعات جوية وجبهات وكتل هوائية. وهي ليست بعيدة عن المناطق الاستوائية، مما يجعلها في منطقة جغرافية حارة وجافة غالبا، وبالتالي المسألة أقرب ما تكون، إلى أنه ليس لدينا غير فصل صيف طويل، ثم شتاء دافئ نسبيا، مع بعض الاستثناءات بين منطقة وأخرى ومن عام لآخر.