تواصل جمعية الكشافة العربية السعودية تقديم خدماتها للمعتمرين والزوار بالمسجد الحرام بالتعاون مع بعض الجهات المعنية من خلال المعسكر الكشفي الرمضاني الذي انطلقت فعالياته منذ مطلع شهر رمضان الحالي. ويشارك في المعسكر الكشفي أكثر من 1000 كشاف وجوال وقائد من مختلف قطاعات الجمعية طيلة شهر رمضان المبارك على فترات. وأوضح المشرف على المركز الكشفي بمكةالمكرمة شاكر رادين أن المركز الكشفي الرمضاني يساهم مع الجهات الحكومية المعنية بخدمة ضيوف بيت الله الحرام حيث يشارك 180 كشافا وقائدا مع شرطة الحرم المكي الشريف من خلال توجيه المصلين إلى أماكن الصلاة ومنع الصلاة في الممرات والذي يسهم في سهولة حركة الدخول والخروج من المسجد الحرام كما يساهمون في إرشاد المعتمرين للمسعى وتنظيم الحركة في بداية السعي. وأضاف شاكر رادين: إن المركز يساهم مع وزارة الصحة حيث يشارك 120 كشافا وقائدا يتوزعون في المراكز الصحية داخل المسجد الحرام وفي قسم الطوارئ بمستشفى أجياد في عمائر الصفوة. وأضاف: إنه تم التنسيق مع المسؤولين في كل من شرطة الحرم ووزارة الصحة منذ وقت مبكر. مشيراً إلى أنه تم تأهيل المشاركين خلال فترة الإعداد والتجهيز الأسبوع الماضي وتوزيعهم في فرق كشفية مع تعريفهم بمهام العمل والتأكيد على تقديم خدمة مميزة لضيوف بيت الله الحرام ورسم الصورة الحسنة الطيبة للشباب السعودي. من جانبه عبر مدير التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة بكر بصفر عن اعتزاز وافتخار كشافة مكة بتقديم هذه الخدمة لضيوف الرحمن مشيداً بالدعم الذي يجدونه من وزارة التربية والتعليم والمتابعة الدائمة والتوجيه من مدير عام النشاط الطلابي عصام الخميس ومن إدارة النشاط الكشفي. وأوضح المشرف العام على معسكرات الخدمة الرمضانية الدكتور عبد الله الفهد، أن الجمعية اعتادت تقديم تلك الخدمة كل عام انطلاقاً من مسؤوليتها المجتمعية وضمن منظومة العمل مع الجهات التي تتشرف بخدمة المعتمرين وزوار المسجد الحرام ومنها أمن الحرم المكي، ووزارة التجارة والاستثمار، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، بالإضافة إلى سعي الجمعية لتأكيد روح العمل التطوعي والانتماء الوطني لدى الكشافة والجوالة والقادة، وإظهار الصورة المشرفة والمشرقة لأبناء هذا الوطن المعطاء، وإبراز الدور التربوي للحركة الكشفية. وسجل عناصر الكشافة خلال تقديم تلك الخدمة مواقف بطولية وإنسانية تتجدد كل عام تؤكد حرص الشباب السعودي على خدمة الآخرين، وحبهم للعمل التطوعي، وأنهم نموذج لأبناء وطنهم الذين يعتزون بخدمة الحرمين الشريفين والقادمين إليهما. فلا يكاد المعتمر أو الزائر يلتفت يمنة أو يسرة في أروقة وساحات الحرم المكي حتى تقع عينيه على كشاف يقابله بابتسامة مرحباً بخدمته بإرشاد أو دفع عربة، او حمل طفل، أو علاج، أو أية مساعدة يطلبها منه. مؤكدين من خلال تلك المواقف أنهم رسل السلام في مملكة الإنسانية، وعطاؤهم لا ينضب في مسيرة العمل الإنساني، وأنهم مثال حي لشباب الوطن في الإنسانية التي جاءت كإحدى خصائص الاسلام الكبرى التي تشغل حيزاً كبيراً في منطلقاته النظرية وفي تطبيقاته العملية، ومن أن الإنسانية في الإسلام ليست مجرد أمنية شاعرية تهفو إليها النفوس، وليست فكرة مثالية تتخيلها الرؤوس، وليست حبراً على ورق تسطره الأقلام، بل تحقيق وتأكيد لما كان يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم في دبر كل صلاة (أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة). ويذكر أن جمعية الكشافة العربية السعودية بدأت خدمة ضيوف الرحمن في منتصف السبعينات الهجرية مبادرة من كشافة مكةالمكرمةوجدة بأداء خدمات تطوعية في الإسعاف الخيري والمرور والصحة ووزارة الحج وجميع القطاعات التي لها علاقة بالحج. وبدأت الخدمة العامة الفعلية رسمياً عام 1382ه وكانت بدايتها مع القائد صالح غانم مؤسس الحركة الكشفية في المملكة حيث بدأت الخدمة بمائة وخمسين كشافا فقط، بعدها ارتأت جمعية الكشافة العربية السعودية أن تعمم الخدمة على مستوى الجوالة لتشمل الدول العربية الإسلامية، وفعلاً تمت الموافقة من قبل معالي وزير المعارف آنذاك الشيخ حسن آل شيخ «رحمه الله» فبدأت التجمعات العربية والإسلامية من عام 1384ه إلى عام 1394ه بواقع كل سنتين، وبعد هذه التجربة الرائعة، رغبت جمعية الكشافة في أن يختص بشرف هذه الخدمة أبناء هذه البلاد المباركة بعد أن انتشرت الحركة الكشفية في المملكة واشتد عودها وتنوّعت المراحل الكشفية فيها، فكانت الانطلاقة سعودية خالصة بشكل سنوي منذ عام 1395ه حتى الآن حيث بلغت أعداد الكشافة والجوالة المشاركين 3000 كشاف في خدمة ضيوف الرحمن سنويًّا. مساعدة المعتمرين غير القادرين على المشي كشاف مع طفل يؤديان التحية كشاف يحمل طفلا عن والدته أثناء المشاعر .. وكشاف آخر يحمل طفلة تائهة مساعدة المعتمرين من الإعياء الشديد طفل يبحث عن أهله بمساعدة كشاف