* الاتحاد الذي كان زعيم الصفقات وصاحب فكرة تكديس النجوم والقادر على جلب من يريد متى يريد، الاتحاد الذي تفنن في إبرام اكبر الصفقات مما جعل الأندية تصرخ وتتألم، الاتحاد الذي رفع سقف العقود والمكافآت حتى إنه أحرج اتحاد الكرة مما اضطره ليعيد حساباته فيما يخص المكافآت لكي لا تكون أقل بكثير مما يحصل عليه اللاعبون بأنديتهم. * بعد ان أعلنت هيئة الرياضة ديون الاتحاد الكبيرة فما يهمني كمتابع أن أتساءل عن وضع الفريق بالموسم القادم فالمعطيات الحالية تشير إلى أن الاتحاد قد يكون خارج الكبار وخروجه سوف يؤثر سالباً على الكرة بصفة عامة من جميع النواحي خصوصاً الفنية والجماهيرية لما يمثله الاتحاد من تاريخ كبير وحضور مميز. * الأزمة المالية أثرت بشكل كبير على النصر بالموسم المنتهي وشاهدنا الترتيب البعيد الذي احتله الفريق عن أصحاب القمة الذي وضعت الأزمة المالية النصر فيه وأعتقد أن الاتحاد سيكون في وضع مشابه للنصر إن لم يكن أسوأ فالمشكلة لا تتوقف على تسديد الديون بل وتجهيز الفريق للموسم القادم، وأهمها حقوق اللاعبين المالية والتعاقدات الجديدة . * الحضور الاتحادي بالمنتخب على مستوى اللاعبين يكاد يكون شبه معدوم فقد لعب المنتخب مباريات التصفيات الاخيرة دون وجود اي لاعب اتحادي أساسي هذا قبل الأزمة الحالية فكيف سيكون الاتحاد في ظل الأزمة وأول الغيث توقيع عبدالفتاح عسير مع الأهلي، ولن يكون الوحيد الذي سيترك الاتحاد فما زال الباب مفتوحاً. * الاتحاد الذي كان يتصارع على كرسي الرئيس العشرات أصبح هذا الكرسي غير مرغوب فيه ! كل ما حدث ويحدث للاتحاد هو من صنع الاتحاديين أنفسهم بمساهمة كبيرة من الإعلام الاتحادي الذي ساهم بالصراعات والخلافات. * لقد ذكرت سابقاً عن أحد معوقات الخصخصة لدينا والمتمثلة بمدى معرفة ديون الأندية وطريقة حالها فإذا كرسي الرئيس في تلك الأندية غير مرغوب فيه فكيف يرغب مستثمر أو مجموعة مستثمرين بالنادي، وهو بتلك الديون؟ * ثم دعونا نسأل عن مدى نجاح أنديتنا بالاستثمار إذا ما جعلنا المقياس لذلك بعض الأندية الكبيرة وما تحقق لها أو استطاعت أن تحققه، فالهلال والنصر والشباب في نفس السياق أندية تعاني من الديون، فإذا كانت تلك الأندية وهي القادرة على جلب استثمارات ما زالت لم تحقق الربحية فهل ننتظر من الأندية الأخرى أن تحقق ذلك ولا تستثني الأهلي في مجال الربحية. * السؤال الذي يطرح نفسه: من أين تأتي الديون؟ تأتي بسبب أن أنديتنا لا تمتلك مجالس إدارت بعقلية تحقيق النجاح إلا من خلال الفوز ببطولة حتى لو كان ثمن تلك البطولة تعاقدات مع أجهزة فنية أو لاعبين محليين أو غير محليين بأرقام تفوق إمكانيات الأندية وإمكانية الخروج من الباب الخلفي بالاستقالة . * «أعتقد أنه لابد من إعادة تقيم فرق كرة القدم بموضوعية ومدى قوة وإثارة ومتعة المباريات، لكي تكون هناك قاعدة واضحة عند تقييم اللاعبين، وبالتالي تحقيق نوع من التوازن بين القيمة الفنية والمالية للمسابقات الكروية وبين قيمة كل ناد حسب القيمة الفنية لمستويات اللاعبين. * «أعتقد متى ما كانت هناك قيمة فنية واضحة سيكون هناك توافق بالتعاقدات دون حدوث اي ضرر بين الأطراف، ولكن من من الأندية سوف يلتزم بذلك، كلنا شاهدنا البداية لبعض التعاقدات خارج إطار التقييم المالي الذي أقرته لجنة الاحتراف، مما استدعى أن يتحول بعض اللاعبين إلى الهواة من أجل ذلك فالهلال كسب الخيبري من الشباب وفق ذلك والأهلي كسب عبدالفتاح عسيري ولو كان هناك تحدي بين الأندية لوجدنا بأن الأرقام ستفوق ما تم عليه. -ما زلت متأكدا بأن هناك فارقا كبيرا جدا بين القيمة المالية الكبيرة للاعبين وبين القيمة الفنية للأندية، مما ساهم بأن تكون القيمة الفنية للمنتخبات متساوية للقيمة الفنية للأندية والمحصلة النهائية ما نشاهده خلال السنوات الماضية والقادمة، إذا لم تكن هناك تحركات جادة من قبل الأندية أولا في تغير الوضع إلى الأفضل من خلال إعادة التقييم حتى يتحقق نوع من العدالة في ذلك دون أي مبالغة تدفع الأندية ثمنها كما يحدث الآن للاتحاد وغيره. * ويبقى السؤال الأبرز: لماذا تحركت الهيئة الآن وكشفت الأمور المالية ووضعت بعض الاشتراطات ولم تتحرك منذ عشرات السنين؟ وماذا كانت تعمل في كل عام عندما تزور الأندية؟ * للكرسي الاتحادي ثمن، فمن سيدفع الثمن؟