ما أقسى أن تبتهج من عنوان مقال فاقع، وتذهب عيناك راكعتين في أعطافه، وإذا به يخجل بعضه من بعض وتود كلماته أن تعود إلى حبرها. ولكن غريزة الفضول لديك تضطرك إلى قراءته على مضض. قد ترى عنوانا بسعة الربع الخالي يقول: (الإبداع المسكوت عنه) فيطير بين الفضول إلى خوض جميع وديان الصوفية، متمنيا نفسك أن تجد هذا الإبداع المسكوت عنه وإذا بك تقرأ: ((العجب العجاب ومضحك الأحباب هو ما جاء في كتاب مشعان الخزرمي في فصل بعنوان: (( الإبداع المسكوت عنه )) وهو قصيدة سكت الأصمعي عن ذكرها وهي لحمار بشار بن برد يقول فيها: سيدي خذ لي أمانا من أتان الأصفهاني إن بالباب أتانا فضلت كل أتان تيمتني يوم رحنا بثناياها الحسان ولها خد أسيل مثل خد الشنفراني بالله عليك ألا يتهم الأصمعي بأنه قد طمس الإبداع بسكوته عن ذكر هذه القصيدة الشنفرانية ؟ وترى عنوانا بارقا تحت عنوان ( المعجزة ) فتسرع بشوق قيس إلى ليلى متخيلا انه يتكلم عن جميع حقوق المرأة قد تحققت قبل أن تتحقق حقوق الرجل وان كل العاطلين عن العمل وضعت أمام كل منهم ثلاث وظائف ليختار واحدة منها. .. وإذا بك تقرأ: (( المعجزة الكبرى هي أن أنابيب المياه في اليابان لا تتسرب منها قطرة ماء واحدة في حين أن اليابان منطقة زلازل عاتية)). وحتى حين حدثت كارثة ( تسونامي ) لم نسمع ان أنابيب المياه تصدعت من هولها. فهل نريد معجزة اكبر من هذه؟ وقد يلوح أمام عينيك عنوان ( الشمس والقمر ) فيهرول خيالك بلا عنان وتروح تقرأ: أن (( جمعية وئام تؤهل 10 آلاف شاب وفتاة للزواج بالشرقية)). هذا الخبر الذي يقطر عطرا زفافيا نشر في هذه الجريدة في 17/4/16 ولم يذكر الخبر السعيد: هل يعرف كل شاب الشابة التي تزف إليه أما أن المسألة مسألة ( بطيخ ) تتم ثم هات يا طلاق بعد اكتشاف كل منهما الآخر؟ وليس عليك إلا أن تنشد: مبروك عليك يا معجباني يا غالي عروستك الحلوة قمر بيلالي.