الأعمال التلفزيونية التي يقوم بها الممثل القدير ناصر القصبي ومن معه من الممثلين، التي تجسد الكثير من مشاكل مجتمعنا، وننتظرها في رمضان بشوق لتجعلنا نضحك كثيرا على أنفسنا، تبرهن على معرفتنا بأخطائنا وتقصيرنا في إيجاد الحلول وتأطيرها من خلال سن الانظمة والتشريعات المانعة والرادعة لمثل تلك المشاكل التي تكبر وتتضخم. ما يعري واقعنا من خلال تلك الأعمال الدرامية لنستمر في الضحك على انفسنا هو ما يجب أن يبكينا في الواقع! هذا إن كنا نهتم ونعي مصلحة الوطن لتبقى الوطنية هي الهدف الذي من أجله نعمل وعليه نراهن. وفي كل رمضان تستمر الجرأة (الدرامية) لتجسد حقيقة نعرفها ولكننا نتغافل عنها خجلا لنحدث بها أنفسنا همسا. ويأتي ناصر القصبي ويقولها نيابة عنا علانية لتكون ردة الفعل عند البعض هي الانشغال بإلقاء التهم على الممثل والتغافل عن الهدف من التمثيلية، ليكون هناك رؤية تجعل كل فريق يتهم ويتوجس ويفسر ويشخص لتتجه القضية إلى منحى آخر!! الفساد والعنصرية والطائفية والهياط والواسطة والرشوة والخوف من التغيير والتمسك بالاعراف واجترار التاريخ وتفسير النوايا وتقسيم المجتمع إلى أحزاب وتيارات والاتهامات المتبادلة.. كل هذه مشاكل قد لا يخلو منها اي مجتمع، لكننا ننكرها ولا نقر بها في واقعنا ليكون من خصوصيتنا أن من يبرز هفواتنا ويتطرق لمشاكلنا هو المخالف والمختلف الذي يملك الجرأة لنبقى في دائرة من يدعو أن لا يغير الله علينا في زمن تتحكم فيه المتغيرات شئنا أم أبينا!! في كل رمضان ومن سنوات وسنوات عودنا أنفسنا على أن نجلد ذواتنا ويجلدنا من يمثل قضايانا لنستمر نضحك على قصص نحن الأبطال في واقعها.. ومع نهاية كل حلقة نختلف ونتجادل لان من كتب السيناريو لم ينه المشهد بما نتوقع، ليبقى الممثل ناصر القصبي هو القضية، حيث إنه من يضخم قضايانا على الشاشة، ولأن هناك من أوحى اليه من خلال الواقع!!.