يتوقف نجاح أو فشل اي مؤسسة رياضية على مدى قدرتها الإدارية باعتبارها تأتي في طليعة العوامل التي تقرر مصير المؤسسة تقدما للأمام أو تخلفا للوراء، وبالتالي يتوقف نجاحها على مدى قدرتها على تحقيق رؤيتها ورسالتها وأهدافها في ضوء استراتيجيتها وطموحاتها المستقبلية، والوسيلة الهامة والحيوية والوحيدة أمام المؤسسة لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية تكمن في قيامها بعملية الرقابة الإستراتيجية باعتبارها الوسيلة العلمية والموضوعية لقياس وتقييم وتقويم أداء المؤسسة نحو المال والبشر والحجر. وتعد عملية تقييم الأداء هي المرحلة التي تعبر عن الحكم والنتيجة النهائية للنشاط خلال فترة زمنية معينة حيث تتم مقارنة نتائج الأداء الفعلي بالأهداف الإستراتيجية المحددة من قبل الإدارة العليا للمؤسسة الرياضية وفي هذا الصدد يجب البحث والدراسة والتمعن لأسلوب الإدارة بالأهداف والنتائج لعالم الإدارة دراكر الذي سجلت تلك النظرية باسمه منذ عام 1954 حيث يتم قياس الأداء الفعلي للأنشطة والعمليات المختلفة في المؤسسة التي تم الاتفاق عليها وتنفيذها والنتائج التي تحققت ومن ثم عمل مقارنة بين الواقع والمستهدف وبالتالي الكشف على الانحرافات والمعوقات ان وجدت ووضع الحلول والإجراءات التصحيحية اللازمة، وتعزيز الأداء الأمثل للوصول إلى العالمية. لقد ظهرت مفاهيم واساليب جديدة لتقييم الأداء المؤسسي بما يتضمنه من تحديد أهداف الأداء للفرد والجماعة وتوفير متطلبات ومستلزمات الأداء ثم المتابعة والتقييم والمحاسبة على النتائج والإنجاز باستخدام مؤشرات ومعايير موضوعية ومحددة في ضوء الجودة الشاملة والتمييز في النتائج. من أهم تلك المفاهيم الإدارية الحديثة هو اسلوب تقييم الأداء المؤسسي والذي بدأ في مراحله الأولى لقياس النتائج المالية إلى أن تطور هذا الأسلوب ليتضمن مجموعة من المقاييس المالية وغير المالية تحت مسمى جديد يتمثل في بطاقة قياس الأداء المتوازن (Balanced Score Card) حيث يتضمن اربعة ابعاد للتطبيق في منظمات الأعمال والخدمات: البعد المالي (كيف ينظر المساهمون)، بعد العملاء (كيف ينظر الينا العملاء)، بعد العمليات الداخلية للمؤسسة (ما الذي يجب أن نتفوق به عن المنافسين)، بعد التعليم والنمو(التحسين والتعليم المستمر) باعتبار أفضل منظمة هي المنظمة المتعلمة. من هذا المنطلق يجب الاستفادة من تطبيق هذا النطام في مؤسساتنا الرياضية لقياس الأداء من منظور إستراتيجي يتم بموجبه ترجمة إستراتيجية المؤسسة الرياضية إلى أهداف ذكية قابلة للقياس ومرتبطة بالكم والوقت، والتكلفة وذات جودة وقيم مستهدفة، وخطوات إجرائية ومبادرات للتحسين المستمر، واعتبار إدارة المؤسسات الرياضية أمام المجتمع مسؤولية وتكليفا لتحقيق افضل النتائج في ضوء الابعاد الرياضية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية المتمثلة بالكفاءة والفعالية. وللحديث بقية إن شاء الله.