يعتبر 5 يونيو 1967م احد الايام التي لا يزال العالم العربي يذكرها بكل أسى ولينتهي المطاف بسؤال حول ما حدث في ذلك اليوم. ولكن الكثير من العرب وإلى يومنا هذا لم يجدوا إجابة شافية حيال ماذا حدث بالفعل. ورغم كل ما كتب عن الحرب التي دارت رحاها بين العرب واسرائيل والتي استمرت لمدة 6 ايام فقط، الا ان الواقع يقول ان العرب فرحوا فقط في الساعات الاولى من الحرب بعد أن أوهمتهم آلة الإعلام المصرية في ذلك الوقت بأن العرب منتصرون ولم يبق إلا بضعة كيلومترات ويتم دخول تل ابيب ويتحرر كل شبر من فلسطين. ففي الساعات الأولى سمع العرب من الشرق الى الغرب عن الانتصارات الباهرة والتي توجتها عمليات إسقاط مئات الطائرات الإسرائيلية في وقت كانت فيه الطائرات الإسرائيلية تحوم في اجواء مصر وسوريا والاْردن بحرية لأنه ومنذ الساعات الأولى من الحرب كانت الطائرات المصرية قد تم تدميرها بالكامل وهي على المدرجات وتم تحييد جميع المطارات في الدول المجاورة لإسرائيل. ويوجد سؤال لدى كل محلل عسكري وهو لماذا لم يتم استغلال نقاط ضعف واضحة لدى اسرائيل وأهمها العمق الاستراتيجي الذي يعتبر الأصغر في العالم والذي طوله كيلومترات معدودة تستطيع الطائرات قطعه في دقيقتين. وكذلك فمنذ بدء التحضير للحرب كان واضحا للكثير من المراقبين أن القيادة السياسية الإسرائيلية بزعامة رئيس وزرائها ليفي أشكول لم تكن راغبة في شن الحرب في الوقت الذي كان فيه العسكر هم من كانوا يريدونها لدرجة ان كبار القادة العسكريين كانوا يهددون القيادة السياسية. ولهذا توقع كل مراقب وخبير ان تتعامل القيادة المصرية من وجهة نظر عسكرية وليس سياسية. والى قبل الحرب بفترة بسيطة لم تكن القيادة المصرية نيتها خوض الحرب في وقت كانت تصرح وتتصرف وكأن الحرب واقعة لا محالة ولكنها لم تهاجم. وهذا ما أعطى القيادة العسكرية الإسرائيلية عذرا أقوى لدى قيادتها السياسية لشن الحرب. ويعتبر اكبر خطأ ارتكبته القيادة المصرية هو انها كانت لا تمانع من تلقي الضربة الاولى وهذا الامر لم يرق لبعض القادة المصريين مما حدا بأحد القادة الجويين بالرد على ما قاله الرئيس جمال عبدالناصر حيال تلقي الضربة الأولى بقوله: يا سيادة الرئيس الضربة الأولى تفرق. وأما الخطأ التكتيكي حسب ما تم تداوله والذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير هو انه مع بداية الحرب كانت الدفاعات الجوية المصرية في وضع التوقف (وبن هولد) لأن طائرة المشير عبدالحكيم عامر كانت في الجو. وخلال ستة أيام استطاعت إسرائيل التوسع عدة مرات بحجم مساحتها بعد أن احتلت شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان وقطاع غزة والضفة الغربية ومعها مدينة القدس. وفي الوقت الحالي هناك مبادرة فرنسية لتحريك عملية السلام في وقت لا يزال الكثير يسأل.. ماذا سيكون حال القضية الفلسطينية لو لم يخض العرب حرب 1967م؟