أكد فوتوغرافيان على ضرورة تقديم تجربة فوتوغرافية تسجل في تاريخ التجربة المحلية وذلك مساء الخميس على إثر فعاليات معرض (رؤيتي) المقام في صالة الفنون بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف. وطالب الفوتوغرافي أثير السادة في ورشته التي قدمها بعنوان (الصورة الفوتوغرافية والجماليات البديلة) على ضرورة إعادة خلخلة الأعمال لكثير من المسلمات في عالم الفن والتصوير، وفتح الآفاق نحو الانطلاق من تجربة السياق التاريخي أو النتاج الاجتماعي وتقديم تجربة جدلية بها نضج وطموح وعمق وحرية باتجاه الإبداع. وذكر أن فسحة التصوير والإبداع أوسع من الانشغال بالكمال التقني، منوهًا لضرورة الخروج من نطاق الدائرة الضيق، والاجتهاد في إنتاج فنية من خلال الآلة الفوتوغرافية دون وضع حواجز وهواجس غير ذات قيمة، والابتعاد عن تكرار تجارب الآخرين واستنساخها عبر كل المسابقات، وعمل إضافة للصنعة الفنية ومحاولة رفع الذائقة في ذلك. وقدم مجموعة من الأمثلة حول ذلك حيث حكى عن قصة «أنسل أدمز ايستون» في فن التصوير ومحاولته للحفاظ على تعزيز هيمنة الغرب الأمريكي على مستوى التنفيذ البصري على حساب الشرق في أمريكا، ومساحة التأثير الفوتوغرافي التي تركها، وفريق آخر شارك في معرض فوتوغرافي بعنوان (الفوتوغرافيات الحديثة: صور للفضاءات المعدلة بفعل البشر) جاءوا برغبة زحزحة الباردان على مستوى الصورة الفوتوغرافية، ونقل المكان وأحاسيسه بالصورة بعيدا عن أي إضافات بنقل الواقع وتوثيقه كما هو في لحظات يمتزج فيها الألم بالقبح، والجانب المهمل والهامشي والتي لم تمر به تجارب الآخرين. وتحدث عن كيفية انتقال الصورة لفعل فني بتجربة فنية تحمل زخما ثقافيا معينا عن طريق التشكيل وإعادة فهم الواقع لتجربة جمالية. وقال ان تجاربهم لا تنبني على الصورة وإنما تأسيس نسق متكامل من الصور تتوارد من خلاله فكرة معينة وتبدأ تتشكل باتجاه جديد في عالم الصور، مؤكدًا على ضرورة على تجاوز السائد وعدم تكرار الصورة التي لا تثير الدهشة. ومن جانبه، قدم الفوتوغرافي حبيب المعاتيق ورشة بعنوان (نحو عمل حي) حيث تحدث حول العاطفة في الأعمال الفوتوغرافية بقراءة شخصية بسيطة عملية أكثر من كونها تنظيرية تناسب المصورين. وأشار لأهمية تعلم القواعد التقنية لتجاوزها في أي عمل فني، مبينًا بأن كل عمل فني له صنعة وقوالب يقوم عليها وذلك خلال حديثه عن العمل الفني بين الصنعة والفن والعاطفة، مستعرضًا العاطفة في العمل الفني بعرض صورتين احداهما تحمل مشهدًا جامدًا والأخرى تنبعث منها المشاعر. وتحدث عن كيفية الحصول على صورة فوتوغرافية مليئة بالإبداع والعاطفة، والبحث عن المشاعر في الاصطياد الفوتوغرافي، قائلًا ان العواطف لا تقتصر على الفرح والحزن فحسب بل انها أكبر من ذلك من خلال العمل على التقاط التعابير التي لم تتأثر بدخول الكاميرا. ولفت إلى الحاجة لاقتناص الفرص التي ربما لا تتاح إلا لمدة ثانيتين والبحث عن أفضل الزوايا التي تتيح إبراز المشاعر من خلال اليقظة والمتابعة والترصد الحثيث للمشهد والمتابعة اللصيقة لردات الفعل، والتنبه للوضع المناسب في الحالة الشعورية. ونصح بالاهتمام بالمشهد العام واقتناص لحظات المفاجأة ومراقبة المشهد وظلاله المحيطة الناجحة، مشيرًا إلى أن العين هي المدخل للحالة الشعورية.