ماذا لو تجاهلنا تلك (اللو) التي تفتح الباب للشيطان.. لتتحسر على الماضي وتعترض على قدر محتوم وتبعث في نفوسنا الوساوس والحزن والهموم وتجعلنا قانطين؟ وماذا لو فكرنا بتلك (اللو) التي تتمنى الخير وتبعث فينا التفكر والعظة لتكون العبرة.. (اللو) التي تغلق الأبواب في وجه الشيطان لتفتح الآفاق أمام الإنسان ليكون مسؤولًا ومساءلًا في كل تصرفاته؟ ماذا لو لُمنا أنفسنا قبل غيرنا وأيقنا بأن الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره؟ ماذا لو انشغلنا بما يهم ونأينا بأنفسنا عن كل ما لا يهم؟ ماذا لو حاربنا المفسدين قبل أن ننتظر لنتحدث عن فسادهم؟! ماذا لو لم نروّج لهواة الشهرة حتى لا نسهم في تضخيمهم بتبادل سخافاتهم؟! ماذا لو خطط القائمون على تعليمنا بحاجة الوطن للتخصصات المهمة قبل أن تكون البطالة هي مصير الكثير من ابنائنا ممن يحملون مؤهّلات لا حاجة لها؟! ماذا لو عملنا بمبدأ أن السعادة لا تكون إلا بإسعاد الآخرين؟! ماذا لو وثقنا بقدرتنا على التفكير والتمحيص دون أن ننساق أحيانا لنكون على بصيرة؟! ماذا لو أن الجمعيات الخيرية في بلادنا كانت شفافة فيما يقدم إليها من تبرعات لزيادة أعداد المتبرعين؟! ماذا لو توقفنا عن وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة في رمضان ليزداد التواصل بين الناس؟! وفي رمضان ماذا لو جعلنا نهارنا نهارا وليلنا ليلا حتى نفرح بيوم العيد بدلا من أن يغلبنا فيه النوم!؟! ماذا لو.. ابتعدنا عن تلك المماحكات التي تصنف المجتمع إلى تيارات لا واقع لها ولا نتيجة ترتجى منها؟! ماذا لو عدنا للتاريخ لنعرف بأن اسلافنا بالعدل والأخلاق سادوا فكانوا؟! وهنا سأترككم مع هذه (اللو) لتكون خياركم الذي تسقطونه على ما يعجبكم ليكشف لكم واقعا ما لا يعجبكم... مشكلتنا تبقى مع هذه (اللو) التي جعلناها شكلا من ملامح خصوصيتنا لأنها ما نركن إليه لتكون حجة علينا وعذرًا لنا سواء شرطية يراهن بها الإنسان او كانت شيطانية نتحسر بها على ما كان. فهي تبقى المتاهة لما يفترض والتبرير لكل ما يجب!!!