أنا شاب لدى مشكلة في رمضان وهي أني أعاني خوفًا ووسواسًا فى الوضوء في فترة نهار رمضان، حيث لا أستطيع أن أتوضأ في النهار وأنا صائم؛ لذلك أخاف ألا يكون صومي صحيحًا، فماذا أفعل؟ وهل هذا مرض؟ إبراهيم - الطاتف يجيب على التساؤل الدكتور محمد الهنداوي استشاري نفسي، فيقول: إن شعورك بالخوف والوسوسة من الوضوء في نهار رمضان، سببه هو أنك تخشى أن تفسد صومك ببلع شيء من الماء الذي يكون في الفم عند المضمضة، فأنت لديك خوف من أن تبتلع شيئاً من ماء المضمضة فيفسد صومك، ولديك شعور بالخوف والوسوسة وطريق علاج هذا الأمر يكون بأمرين أولاً دعاء الله تعالى والتوكل عليه والاستعاذة بالله من وسوسة الشيطان الرجيم وقراءة المعوذات والأمر الثاني هو التحلي بالعلم والبصيرة فلا بد أن تعلم أن الذي أمرك بالوضوء في حال صيامك نهاراً هو الله تعالى الذي أمرك بالصوم فأنت عندما تتوضأ وتتمضمض وأنت صائم، إنما تطيع بذلك ربك، فلا فساد لصومك ولا ضرر عليه إذن لأن بقايا البلل الذي في الفم بعد المضمضة هي أمور معفو عنها مسامح فيها، ولا يلزمك أكثر من أن تخرج الماء من فمك وأن لا تبتلعه وبهذا يزول ما لديك من شك بطريق العلم. وأما البصيرة، فمعناها أن تعلم أن هذا الوسواس لا يتسلط على الإنسان إلا من جهة قلة معرفته بالشرع، ومن جهة أنه يريد أن يفسد عليك عبادتك، فلذلك كان الواجب عليك هو عدم الاستسلام له وعدم طاعته، فهل يطيع العاقل عدوه؟! إذن فلا تلتفت إلى هذه الوساوس، وإذا عاودتك وخطرت ببالك فاستعذ بالله منها ومن شر الشيطان ولا تلتفت لها ولا تعمل بها، ولا حاجة لك بأكثر من هذا القدر لإزالة هذه الوسوسة، ونوصيك بالحرص على تعلم ما ينفعك من أمور دينك، وبدوام السؤال والحرص على مصاحبة الإخوة الصالحين، الذين يعينونك على طاعة الله تعالى.