أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على أن ما تقوم به القيادة الرشيدة - يحفظها الله - من دعم وعناية ورعاية ببيوت الله يأتي من واجباتها الرئيسة نحو خدمة الدين الإسلامي، وما تشييدها المساجد والجوامع في مختلف مناطق المملكة، إلا دليل على هذا الحرص وهذا الاهتمام، مشيرا سموه إلى الدور الكبير الذي يقوم به أئمة المساجد، ممن نعتز بهم وممن تبرأ بهم الذمة ويطمئن إليهم القلب، في إرشاد الناس بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة وتوعية المصلين فيما ينفعهم في معاشهم وفي تمسكهم بعقيدتهم السمحة وتحذيرهم من الانجراف خلف الأفكار المغلوطة والإعلام المغرض. جاء ذلك خلال اللقاء الأسبوعي لسموه في مجلس «الاثنينية» بمقر إمارة الشرقية بحضور أصحاب السمو والمعالي والفضيلة وجمع من المواطنين، وحضور أعضاء فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد يتقدمهم مدير عام الفرع الشيخ عبدالله اللحيدان وأئمة مساجد وجوامع الشرقية. وفي بداية اللقاء هنأ سموه الجميع بقرب حلول شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، سائلا الله - تعالى - أن يبلغ الجميع هذا الشهر، ويعيننا على صيامه وقيامه، مشيرا سموه إلى أنه في هذا الشهر تقام الشعائر وتمتلئ المساجد بالمصلين ويثلج الصدر تلاوة القرآن الكريم وترق القلوب بالاستماع إليه عبر مكبرات الصوت في الجوامع، لكن يجب ألا يصاحب ذلك تشويش بين الجوامع لا سيما القريب بعضها من البعض الآخر، وينبغي مراعاة ذلك وعدم امتهان القرآن الكريم أو عدم الاستماع إليه بتدبر. وذكّر سموه أئمة المساجد بتوعية المصلين بأهمية اختيار الملبس الحسن والرائحة الزكية والغسل والطهارة والابتعاد عما يضايق المصلين من الروائح الكريهة. وخلال اللقاء أشار رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن آل رقيب إلى الدور الكبير الذي يقدمه أئمة المساجد من على منابرهم في مخاطبة كافة الشرائح، إذ تعد تلك المنابر أمانة اؤتمنوا عليها من ولاة الأمر - يحفظهم الله - وهي مساحة يجب أن تستغل استغلالا طيبا في نصح المجتمع وإرشاده وتوجيهه، ومعالجة سلوكياته من خلال هذا المنبر، مقترحاً إنشاء جائزة لكل مسجد يبرز في الكثير من البرامج والأنشطة. فيما أوضح مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان أنه ولله الحمد في المنطقة الشرقية آلاف المساجد تدار بأكثر من ستة آلاف إمام ومؤذن، ومنذ شهر رمضان الماضي تمت الموافقة على «230» أماما و «74» خطيبا. وتم افتتاح «95» مسجدا منها «30» جامعا، والترخيص ل «132» مسجدا، وخلال هذا الشهر «شعبان» تم فرش أكثر من «100» مسجد، كما تم الإذن حتى نهاية شهر رمضان القادم لأكثر من «7000» منشط دعوي. وأشار إلى أن الحكمة والموعظة الحسنة أساس انطلاق كلمة الحق من منبر الجوامع ومراكز الدعوة، وفي المنطقة الشرقية منها ما يقارب «1000» جامع، و«33» مكتبا دعويا، كما تمت تهيئة أكثر من «100» قارئ من حفاظ جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالشرقية لمساجد المنطقة مع تزويد مئات المساجد والجوامع بآلاف المصاحف، كما قام الفرع بالموافقة لعشرات المخيمات التي تقدم الإفطار للصائمين على الملة السمحاء. وخلال اللقاء قدم الشيخ بدر الدولة مساعد المدير العام لفرع الشؤون الإسلامية المكلف بالمنطقة الشرقية نبذة عن برنامج الفرع المخصص للخطباء «تعزيز الوسطية وتحقيق الأمن الفكري» الذي يهدف إلى تحقيق الوسطية ومنهج الاعتدال وتفعيل دور الخطباء في مواجهة الانحرافات الفكرية وخاصة الغلو والتكفير وتفعيل رسالة المسجد في مواجهة ذلك وبيان شبهات الفئة الضالة وكيفية الرد عليها، مبينا أنه استفاد من هذا البرنامج «650» خطيبا، وتم تنفيذه بعدة طرق سواء عبر الدروس والمحاضرات لكبار العلماء وطلبة العلم أو عن طريق الدورات المتخصصة التي تقوم على دحض الحجة بالحجة وإظهار البينة من الحديث حول التكفير والجهاد والسمع والطاعة، كما تم تخصيص مادة عن دور الخطيب في صد الفكر الضال وتوضيح ما يجب الاعتناء به في هذه المرحلة ومنها الدعوة إلى الحق الظاهر من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وبيان خطوة إقحام المنابر في الآراء الشخصية للخطباء وأهمية النصح للراعي والرعية وبيان حق ولاة الأمر ودورهم في إخماد الفتن والالتزام بالرجوع إلى العلماء وتوقيرهم والتذكير بنعمة الأمن والتحذير من الاخلال به وبيان مآلات فقده والتأكيد على عظم مهمة رجال الأمن في الحملة ضد الإرهاب والتأكيد على التضافر معهم. وفي مداخلة من مدير فرع مركز الحوار الوطني بالشرقية الدكتور خالد البديوي عن الاهتمام بنظافة المساجد، وإبراز الخدمات التي يقدمها المسجد والإعلان عنها من قبل الأئمة أجاب الشيخ عبدالله اللحيدان بضرورة الاتجاه إلى تفعيل المركز الإعلامي لفرع الوزارة في جميع وسائل التواصل، وفيما يتعلق بنظافة المساجد قال: نحتاج إلى تعزيز السلوك الاجتماعي، معترفا بقلة أعداد المقاولين في هذا الجانب والصعوبة الكبيرة في منع إعادة عقود المقاولين الذين وجد لديهم قصور، وسيجتهد الفرع في تلافيها.