حذّر مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المنطقة الشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان، الخطباء والأئمة من إقحام منابر الجوامع والمساجد في الآراء الشخصية للخطيب؛ لتجنب الوقوع في دوامة عدم الإقناع ويسر الرد، لافتاً إلى أن الرؤية الشخصية للخطيب ستقابل برؤية شخصية للمخالف أو المتأثر من الأفكار المضللة. وقال إن «فتنة اللسان ليست أقل من فتنة السنان، بل هي باعثة له ومحرضة عليه». وأكد اللحيدان خلال حلقات النقاش للخطباء في تعزيز الوسطية وتحقيق الأمن الفكري، التي اختتمت فعالياتها في الدمام أمس، أن دور الخطيب «عظيم متحتم وإهماله خطره متقرر». وحدد أبرز الملامح التي يسلكها الخطيب في مواجهة الغلو والفكر المنحرف، بالدعوة إلى الحق الظاهر من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، والنصح للراعي والرعية وبيان حقوق ولاة الأمر ودورهم في إخماد الفتن، والالتزام بالرجوع إلى العلماء وتوقيرهم، ونشر فقه التعامل مع الأخبار وحسن النقل، واختيار ما تصلح إذاعته منها مما لا يصلح، لافتاً إلى أن من الأخبار ما يكون صحيحاً، لكنه غير صالح للنشر من على المنبر ثم ما كان منها صالحاً للنشر فلا يصح أن ينشر بصورة ترعب المسلمين وتزيد وجلهم، وتوجيه النظر إلى أهمية التمعن في عواقب الأمور، والتبسيط في توضيح الحجج، والتذكير بنعمة الأمن والتحذير من الإخلال به وبيان مآلات فقده فإذا اختل الأمن تبدل الحال، والتأكيد على عظم مهمة رجال الأمن في الحملة ضد الإرهاب، والتأكيد على التضافر مع رجال الأمن، والتبليغ عن من أراد تعكير أمن المجتمع. وطالب مدير «الشؤون الإسلامية» في «الشرقية»، الأئمة بالتطرق إلى المواضيع المهمة في هذه المرحلة، من بيان مفهوم الإرهاب، والتحذير من الغلو الذي يؤدي إلى الإرهاب، وعصمة دماء الأنفس المعصومة «تحرم قتل النفس، تحريم قتل النفس المسلمة، تحريم قتل المعاهد المستأمن»، ببيان ضوابط التكفير وخطورة مسألة التكفير، ومفاسد الإسراع في التكفير، والتذكير بنصوص الوعيد وأقوال العلماء في التحذير من المسارعة في التكفير، فالتكفير حق لله تعالى ولرسوله، وإيضاح ضوابط التكفير، وضرورة التحوط في مسألة التكفير، والتحذير من مسلك الإرجاء، والتفريق بين الفعل والفاعل والاطلاع على التعيين، فلا تكفير إلا بدليل والعذر بالجهل والتأويل وبراءة الإسلام من مسالك أهل التكفير والتدمير، وأسباب تسرب لوثة التكفير وعلاج هذه الفتنة، ونشر الدعوة إلى الوسطية. وشدد عبدالله اللحيدان على الخطباء بتعرية الفئة الضالة صفاتها وأفعالها؛ لأنهم «لم يراعوا لمكة والمدينة حرمتهما، ولا لشهر رمضان منزلته، ولا للمصحف مكانته، ولا للمسجد قدسيته، ولا للقريب منزلته، ومقارنة أفعال الفئة الضالة بالخوارج، وبيان خروجهم على جماعة المسلمين». وأكد مدير «الشؤون الإسلامية» في «الشرقية» عليهم بيان تشويه الفئة الضالة بأفعالهم الإرهابية صورة الإسلام الناصعة حتى أضحت أفعالهم ذريعة للنيل من المسلمين ومؤسساتهم، مذكراً الخطباء بضرورة العناية بالشباب وأمنهم الفكري وفتح قنوات الحوار الهادف معهم إذ لا بد من توسيع دائرة الاتصال والثقة المتبادلة بين الناشئة والخطيب والإمام، والبعد عن التجهم لأسئلتهم أو تجاهل استفساراتهم مهما بدا من غرابتها أو سذاجتها أو سطحيتها أو خشونتها أو خروجها عن المألوف. واختتم اللحيدان كلمته بالقول: «ينبغي ألا تضيق صدور الخطباء بأسئلة السائلين مهما كانت نوعيتها ومظهرها وأسلوبها ودلالاتها حتى يزول اللبس عن الأذهان ويرتفع الحرج من النفوس، ويكون التقارب والقبول والاستيعاب، وفي العموم على الخطباء وأئمة المساجد أن يجعلوا منابرهم منابر هداية ورشد وتوجيه لما يجمع الكلمة ويوحد الصف، وهو ما ينفع الناس في دائرة اهتمامهم ولا يخرجوا إلى مواضيع لا تفقهُها العامة أو لا تهتم بها، ومن الواجب الحذر من الانفراد بالرأي ومفاجأة الأمة بالجديد المتفرد».