استبدلت شركة فوكسكون المصنعة لمنتجات العديد من الشركات مثل: مايكروسوفت وسامسونغ وأبل، 60 ألفا من عمالها في مصانعها في الصين بروبوتات، وفقا لتقارير صحفية. وبحسب تصريحات أحد مسؤولي الشركة لصحيفة «تشاينا مورننغ بوست» فإن القوة العاملة للمصانع انخفضت من 110 آلاف عامل إلى 50 ألف عامل بعد الاستعانة بالروبوتات في عملية التصنيع. وأكد المسؤول أن الروبوتات حققت نجاحا ملحوظا في عمليات التصنيع وساهمت في تقليل تكلفة العمالة بصورة كبيرة، وفقا لما أورده موقع «كوارتز». ومن شأن هذه الأنباء والأرقام أن تساهم في تدعيم نظرية القائلين ان الروبوتات تساهم بشكل واضح في زيادة معدلات البطالة كما أنها تشكل خطرا واضحا على البشرية بشكل عام. من جهة أخرى، تتسارع في الصين وتيرة إنتاج الروبوتات الصناعية واستخدامها في القطاعات الصناعية الإنتاجية، ويبدو أنها في طريقها إلى مزيد من التسارع في السنوات المقبلة مع ارتفاع تكلفة الأيدي العاملة وطموحات وتطلعات الشركات الصناعية وأصحاب المصانع المستقبلية نحو مزيد من الإنتاج والأرباح. غير أن التطور في استخدام الروبوتات الصناعية يثير مخاوف متزايدة، خصوصا في الدول الأكثر فقرا، من ناحية الاستخدام المتزايد للأتمتة، نظرا لأن هذه الروبوتات قد تحل محل العمالة الرخيصة، وبالتالي فقدان الوظائف وزيادة البطالة في مثل هذه الدول، وعلى وجه الخصوص تلك التي تعاني أصلا نقصا في الوظائف، مثل الهند والشرق الأوسط وإفريقيا. وكانت دراسة أجرتها مؤسسة «سيتي» و«كلية مارتن» في أوكسفورد، ونشرت في وقت سابق من العام الحالي، قد أظهرت أن أكثر من 75 في المئة من الوظائف في الصين معرضة لأن تتحول إلى وظائف مؤتمتة، أي أنه سيتم الاستغناء عن العمال لصالح الروبوتات. وتتوقع مؤسسة «ميرا أسيت مانجمنت»، وهي مؤسسة تقدر أصولها بنحو 75 مليار دولار، أن يتم توسيع «جيش الروبوتات العاملة» الصيني بنسبة 35 في المئة سنويا، وذلك حتى العام 2020. وتقدر المنظمة الدولية الاتحادية للروبوتات IFR أن عدد الروبوتات في الصين بلغ عام 2015 قرابة 260 ألف روبوت. وقال كبير مسؤولي الاستثمارات في ميرا، راهول تشادها إنه «باستخدام القاعدة الأساسية التي تفيد أن الروبوت الصناعي يحل محل 4 أو 5 عمال، فهذا يعني أن مليون شخص فقدوا وظائفهم لصالح الروبوتات» في الصين، مضيفا أنه يعتقد أن هذا الرقم سوف يزداد بصورة كبيرة للغاية في السنوات المقبلة. وكان عدد الروبوتات العاملة في الصين عام 2013، يشكل نحو 30 في المئة من عددها في أميركا الشمالية و11 في المئة من عددها في ألمانيا و9 في المئة منها في اليابان و7 في المئة منها في كوريا الجنوبية. وتقول مؤسسة «ميرا» إن استخدام الصين للروبوتات يسير على النهج الياباني قبل ربع قرن، وفي طريقها إلى مزيد من التوسع في هذا المجال والذي ينسجم مع توقعات المنظمة الفيدرالية للروبوتات التي تفيد أن الصين حصلت على 57 ألف روبوت عام 2014، ومن المنتظر أن تحصل على 150 ألف روبوت عام 2018.