تتعرض منطقة الخليج العربي اليوم لموجة جديدة من الغبار، حيث يشتد عصف الرياح بسرعات تتجاوز 50 كيلومترا في الساعة، باتجاهات شمالية وشمالية غربية، تكون قوية وعاصفة على محافظة الاحساء خلال الساعات القادمة إن شاء الله، مع احتمال أن ينجم عنها تدنٍ كبير في مستوى الرؤية الافقية. كما تؤدي إلى تحويل الاجواء الى صباحات مزعجة، بسبب كثافة الاتربة المثارة وبخاصة في الأماكن المكشوفة والطرق البرية، بما في ذلك شواطئ البحر، فيما تساعد هذه الرياح على الحد مباشرة من ارتفاع نسبة الرطوبة، وانخفاض درجات الحرارة، الى مستويات تبلغ اواخر ومنتصف الثلاثينات، بفارق 7 درجات في المتوسط مقارنة باليومين الماضيين. وطبقا للمختصين في الطقس، يستمرالتراجع في درجات الحرارة اليوم، و تكون بمعدلات متفاوتة بين المناطق، وبحسب ما يستجد آنيا، بإذن الله، من تطورات في الاحوال الجوية وبخاصة في مدى حركة الرياح، حتى يوم الجمعة. في حين يمتد عصف رياح (البوارح) إلى أجزاء من منطقة الرياض خلال اليومين المقبلين، مع درجات حرارة منخفضة بشكل محسوس، ويشمل ذلك مناطق الشمال الغربي، وبشكل عام يكون الطقس حاراً وجافاً، على مناطق واسعة من المملكة عدا المرتفعات الجبلية، حيث تتهيأ فرص هطول امطار رعدية متقرقة، تشمل اجزاءً من المرتفعات الجنوبية الغربية، كما تتشكل بعض السحب المتفرقة، في طبقات الجو العليا والمتوسطة على الاطراف الشمالية خلال هذه الفترة. وفي توقعات الهيئة العامة للارصاد وحماية البيئة، من المحتمل أن يستمر اليوم النشاط في الرياح السطحية، على المنطقة الشرقيةوالرياض والقصيم والحدود الشمالية، تكون مثيرة للأتربة والغبار غالبا، وتحد من مدى الرؤية الأفقية، كما تمتد إلى منطقة نجران وكذلك على مناطق تبوك والمدينة المنورة ومكة المكرمة (تشمل الأجزاء الساحلية)، في حين يكون الطقس حار إلى حار نسبياً، على معظم مناطق المملكة. كما تتكون السحب الرعدية الممطرة، بمشيئة الله تعالى، على مرتفعات مناطق جازان وعسير والباحة، ويوضح مؤشر الارصاد تراجعا في قيم درجات الحرارة، حيث تنخفض بشكل متفاوت بين المناطق، وتسجل مستويات متدنية مقارنة بيوم أمس والفترة السابقة. من جهتهم، يشير الفلكيون إلى أن اليوم، يتوافق مع الموعد السنوي لبداية ايام طالع (البطين)، وخلال ايام هذه المنزلة تبدأ الحرارة في تسجيل القيم الصيفية، حيث تبلغ العظمى إلى بداية ومنتصف الاربعينات المئوية، في المنطقة الشرقية من السعودية ومنطقة الخليج العربي، نظرا لمؤثر اشعة الشمس بزيادة النهار الى 14 ساعة تقريبا. وضمن العلامات التي تعني دخول هذه المنزلة، وجود بعض من الظواهر، التي قد تتكرر في ملمح جفاف العشب بالمناطق الصحراوية، فتكون بادية على نحوٍ ملفت، الذي يتزامن مع انحسار الامطار، فيتم الاخذ بذلك تقديريا، اضافة الى العديد من البوادر المؤثرة على متغير الاحوال الجوية. وفي الرؤية العامة لمتابعي الأنواء، فإن (طالع البطين) هو أول القيظ، وفي الغالب تكون الرياح الشمالية فيه شديدة، وتزداد فيه الحرارة والسموم خاصة في منطقة الخليج العربي وما جاورها، وهو من الفترات الجافة والخالية من الأمطار عادة، وفي التطابق مع بداية هذا الطالع تشتد الرياح الشمالية اليوم الاربعاء إن شاء الله، محملة بالأتربة والغبار نهارا ويستمر ذلك اليوم وغدا، كما تعمل هذه الرياح على التخفيف من وطأة الحرارة نسبيا. و(البطين) هو سابع منزلة بفصل الربيع وآخرها، وفيه مبتدأ مربعانية القيظ (30 يوما)، ويمثل المنزلة الثانية في نوء (الثريا)، ويعرف عند عامة أهل الحرث باسم (بارح الحفار)، وتزداد فيه حاجة الأشجار للسقي، وتجنى فيه باكورة البطيخ، وتدلى فيه قنيان النخيل بعد مرور ثمانية أسابيع (56 يوما) من نهاية التلقيح. كما هو موسم لزراعة الخضراوات الصيفية، وله في الموروث الفلكي قديما مؤشرات ذات دلالة على متغير الاحوال الطقسية، فيقال (إذا طلع البطين اقتضوا الدين، وظهر الزين، واقتفى الصياد العين، واعتنى بالعطار والقين)، ومعنى قولهم (اقتضاء الدين)، أي أنهم يطمئنون، ويقضي بعضهم بعضا ماله وما عليه من الدين، و(ظهر الزين) يراد أنهم عند التلاقي يتجملون بأحسن ما يقدرون عليه، و(اعتناؤهم بالعطار، وإصلاح القين). والقين الحداد وهو يصلح ما يحتاج إلى إصلاح من آنيتهم في استخدامات المعيشة آنذاك، فيما تكون هذه الرؤية وفقا لحسابات تقريبية تختلف موسما بعد آخر، والبطين يعرف بتويبع الوسمي، وفيه (مربعانية القيظ) أو الثريا الثانية، لأنه ثاني نجومها وهو النجم السابع وآخر طوالع فصل الربيع، وتعتبر فترته من أقل الأنواء مطرا.