تستقبل المنطقة الشرقية إجازة الدراسة بأجواء معتدلة، حيث تؤثر كتلة هوائية شبه باردة مندفعة من شرق المتوسط، على الساحل الشرقي للسعودية والكويت وجنوب العراق، ما يعمل على تغيير ملفت في الاجواء. ويتوقع أن تنعكس الكتلة على المنظومة الطقسية بشكل عام، فتنخفض درجات الحرارة بمتوسط 7 درجات، اعتبارا من الغد بإذن الله تعالى، وذلك في مدن الدمام والخبروالقطيف وسيهات، وتتفاوت النسبة في بقية المحافظات حتى نهاية هذا الاسبوع، مع نشاط خفيف لرياح شمالية ومتقلبة الاتجاه حتى يوم الخميس. كما تتأثر مناطق الرياض والقصيم وحائل بالحالة الراهنة في انكسار مؤشر درجات الحرارة، فتتراجع إلى منتصف الثلاثينات المئوية نهارا، وكذلك في المناطق شمال وشمال غرب المملكة، التي تشهد اجواءً تميل الى البرودة ليلا. وتشير خرائط الطقس إلى احتمال معاودة (البوارح) بهجمات قوية خلال اليومين القادمين إن شاء الله، وذلك بسبب امتداد متوقع لمنخفض الهند الموسمي، مصحوبا بهبوب الرياح الشمالية الغربية، تكون نشطة بسرعة تتجاوز 50 كيلومترا في الساعة في بعض المواقع احيانا، الذي يؤدي إلى إثارة الغبار وتدني مستوى الرؤية بشكل حاد، على الطرق البرية والاماكن المكشوفة، في حين تشتد سرعة الرياح في البحر، وتبلغ مرحلة الخطر بارتفاع كبير للامواج. وبحسب المتابعين للاحوال الجوية، يكون الطقس اليوم حاراً وجافاً في معظم المناطق، عدا المرتفعات الجبلية، ويطرأ انخفاض طفيف على درجات الحرارة خلال ال 72 ساعة القادمة، يبدأ اليوم الثلاثاء من الشمال الغربي، وتنشط الرياح المثيرة للغبار، وتؤدي لانخفاض مدى الرؤية الافقية، قبل ان تتراجع بين وقت وآخر بإذن الله، ومن المحتمل ان تكون هناك هطولات ماطرة في الجنوب الغربي للمملكة، مع نشاط الرياح السطحية ممتدة بطول الساحل الغربي. ويزداد تأثير انخفاض الحرارة غدا الاربعاء، فتبلغ منتصف واوآخر الثلاثينات في وسط وشرق السعودية وبعض دول الخليج، ثم ترتفع مجددا مطلع الاسبوع المقبل، تزامنا مع سيطرة المنخفض الاستوائي، ونشاط رياح البوارح التي استبقت زمنها، المعتاد سنويا في مطلع يونيو، حيث تتركز في موسمها على الشرقية ومنطقة الخليج العربي غالبا، بما يصاحب ذلك من موجات الغبار. فيما تسكن الرياح نتيجة عدم استقرار حالة الضغط الجوي لاحقا، ويساعد ذلك في تحول اتجاه الرياح إلى جنوبية، مع ارتفاع نسبة الرطوبة في سواحل الخليج العربي، وبالتالي كتمة الأجواء وحرارة مرهقة على فترات متقاربة تمتد إلى شهر رمضان. من جهته، أوضح الباحث المختص بالفلك والمناخ، سلمان آل رمضان، أن نهاية هذا الاسبوع تصادف بداية منزلة (البطين)، وهي الاخيرة بفصل الربيع وفق الحسابات الفلكية، وتُعرف ببارح الحفار، وقال: «إن طالع البطين تنزله الشمس ظاهريا مدة 13 يوما، من يوم 25 أيار/مايو لنهاية يوم 6 حزيران/يونيو، ويقع بين منزلة الشرطين غربا وبين منزلة الثريا شرقا، إلى الشمال من خط الاستواء السماوي». وفيه بداية مربعانية القيظ، ويكون متمثلا في ثلاثة نجوم خفية، وهو من أقل الأنواء مطرا في التقديرات العامة إلا ما شاء الله ان يكون، وفيه يجف العشب، وهو من النجوم الشامية التي تقع شمال الكعبة المشرفة، وباعتبار هذه المنزلة أول القيظ على نحوٍ تقريبي، فإنه في الغالب تكون الرياح الشمالية شديدة، وتزداد فيه الحرارة والسَموم، خاصة في منطقة الخليج وما جاورها. وتتميز أيام هذه المنزلة بأنها من الفترات الجافة، كما يسمى هذا النوء أيضا بالبارح الصغير، ويستمر فيه عصف البوارح دون استقرار على حالة واحدة، وهي الرياح الشمالية الغربية المحملة بالغبار والأتربة، وهبوب هذه الرياح يكون مع طلوع الشمس، وتشتد سرعتها بالتدريج مع اشتداد الحرارة، ثم تهدأ مع المغيب فيترسب الغبار على الأشياء، وموسم البوارح يمتد من أواخر إبريل حتى منتصف يوليو، ومن مظاهر هذا الطالع (البطين) أن حبات العنب تبدأ بالإحمرار فيرتبط بمسمى (طباخ العنب). ويشير الفلكي آل رمضان إلى أن اجواء الساحل الشرقي والخليج تتسم بحالة من استمرار الغبار المثار في هذا الموسم دون انقطاع، اضافة الى اشتداد الحر والسَموم، والاحتمالات متواصلة في توافر فرص تقلبات الجو، وكذلك هبوب رياح (البوارح) المثيرة للغبار. وفي الحالات المتكررة في مثل هذه الفترة من العام، يبلغ متوسط درجة الحرارة عند الظهيرة، بداية الاربعينات في حواضر الدمام وتقترب الصغرى من 30 مئوية، وبطبيعة الحال يكون الاختلاف نسبيا بين المواقع، مع تأثير الرطوبة في الشعور بدرجات أعلى من المعلنة ارصاديا. في حين تمتد فترة النهار تدريجيا في ايام (البطين)، الذي يعد المنزلة الثانية من نوء الثريا، حيث يأخذ درجتين (9 دقائق) من الليل، الى ان يتجاوز النهار 14 ساعة في نهايتها، وفي اليوم السادس من شهر يونيو المقبل يستمر اختفاء عنقود نجوم الثريا في شعاع الشمس، مكملا 40 يوما من (الكنة). ويدخل بعدها موسم مربعانية القيظ، بمؤشر عودة ظهور هذا العنقود النجمي الشهير، وفيها أبكر وقت لشروق الشمس على مدار العام كاملا بمشيئة الله، كما عُرفت ايام طالع البطين في منطقة الخليج العربي قديما بأنها موسم للغوص واستخراج اللؤلؤ، وكذلك فترة زراعية في العناية المضاعفة بالمنتجات المتعددة.