يعتبر ملف المحترفين الأجانب مع الأندية السعودية المعيار الحقيقي لتفوّقها في دوري جميل في ظل ضعف مستويات اللاعب المحلي، حيث شهدت الانتقالات الصيفية والشتوية العديد من التغيّرات، سواء كان ذلك للإبقاء على المتميّزين منهم أو البحث عن البديل الأفضل في سوق الشتاء، والذي شهد تغيير 25 محترفاً اجنبياً تواجدوا مع أنديتهم في الدور الأول من دوري جميل 2015/2016. ويبقى ملف المحترف الأجنبي الهاجس الأكبر لإدارات الأندية، فما يحمله هذا الملف من تبعات جمّة تقيّد عمل إدارات الأندية، فحقوق النادي البائع والتأخير في صرف راتب اللاعب الأجنبي ومقدم العقد وعمولة وكلاء اللاعبين والشروط الجزائية والأداء داخل الملعب، أمور تجعل الثبات على المحترفين على الأقل لموسم واحد صعب جداً، مما يتسبب ذلك في تبعات لا داعي لها في حال الإخلال بشروط التعاقد مع اللاعب الأجنبي كرفع الشكاوى والاستحكام للهيئات والمنظمات الرياضية أمثال لجنة الاحتراف ومحكمة الكأس والفيفا وخلافه. وسعت بعض الأندية الى المحافظة على لاعبيها الأجانب والتي شاركت مع أنديتها في الموسم الماضي، بينما سعى البعض الآخر إلى التعاقد مع لاعبين جدد، وكل ذلك يتم بناءً على مصلحة الفريق في سد الخانات والتي بحاجة إلى تواجد المحترف الذي يضيف بصمته الخاصة على الفريق ككل، دون أن ننسى أن القيمة الإجمالية للتعاقد مع المحترفين الأجانب تتم بناء على توفّر السيولة المالية والمتدفّقة من عقود الرعاية وبعض المداخيل الأخرى كحقوق البث ورعاية الدوري ودعم أعضاء الشرف. وكان نادي الهلال هو الفريق الأكثر إنفاقاً هذا الموسم على اللاعبين الأجانب، حيث بلغت قيمة التعاقد مع البرازيليين كارلوس إدواردو وإلتون ألميدا ما يقارب 37 مليون ريال تقريباً، والإبقاء على البرازيلي الآخر ديجاو والكوري كواك تاي هي، وحلّ نادي الاتحاد ثانياً بعد صرفه ما يقارب 21 مليون ريال تقريباً، وهي قيمة التعاقد مع الغاني مونتاري الحاصل على نصيب الأسد من قيمة انتقالات محترفي الاتحاد بما يزيد عن نصف الإنفاق العام على محترفي الأجانب والفنزويلي ريفاس والاسترالي جيمس ترويسي قبل أن يغادر هذا الأخير النادي، وأبقى على الروماني سان مارتين المتواجد مع الفريق في منتصف الموسم الماضي، وحل بطل الدوري نادي الأهلي ثالثاً بتعاقدات بلغت قيمتها 20 مليون ريال تقريباً، ولم يطرأ أي تغيير على الفريق في الانتقالات الشتوية سوى المحترف السويدي نبيل بهوي واستبداله بالبرازيلي ماركينهوس المعار من اودينيزي الإيطالي والتعاقد مع اليوناني فيتفا، بينما أبقى الأهلي على المحترف السوري عمر السومة والمصري عبدالشافي والذي تعاقد معهم من الموسم الماضي. أما بخصوص الأندية الأقل صرفاً على المحترفين الأجانب، فاحتل نادي التعاون صدارة الأندية الأقل إنفاقاً هذا الموسم، حيث بلغت قيمة ما أنفقته إدارة سكرّي القصيم أقل من 4 ملايين ريال، حيث تم جلب محترفين اثنين من البرتغال والبرازيل، وأبقت على السوري جهاد الحسين والكاميروني إيفولو، وحل نادي الفيصلي ثانياً في الأندية الأقل صرفاً على جلب الأجانب، فتعاقدت إدارة الفيصلي مع أربعة لاعبين في أول الموسم قبل أن تستبدل احدهم في فترة الانتقالات الشتوية، حيث أنفقت الإدارة أقل من 5 ملايين ريال بقليل، وحلّ نادي الخليج ثالثاً بتعاقدات اقتربت من حاجز 6 ملايين ريال تقريباً، حيث تعاقدت مع أربعة محترفين مطلع الموسم الكروي قبل ان تغيّر أحد هؤلاء في الانتقالات الشتوية، ليصبح عدد محترفي نادي الخليج هذا الموسم خمسة محترفين.