من منكم لم تصله رسالة بجميع قنواتها ومختلف أساليبها وأشكالها، تطلب منك العون والمساعدة للعلاج أو الإيجار أو تراكم الديون؟! يقال إن أول الشعوب التي عرفت بهذا النوع من الشحاتة هم شعب آسيوي، فلقد كانوا السباقين في نشر هذه الرسائل لسبقهم وولعهم بالتقنية، وكان لهم الفضل في انتشار هذه الرذيلة فانتشرت بسرعة البرق ووصلت إلى العالم العربي.. وأصبح الشباب العربي يستغل هذه الميزة الجديدة التي وفرتها له التقنية، وفتحت الباب أمام كل إنسان يستحي أن يمد يده في الشوارع، فوجد في الجلوس والاختفاء وراء جهازه ميزة وفرصة لا تفوت للثراء السريع. فى المقابل، انتشرت منذ سبع سنوات عمليات جديدة وهي النصب والاحتيال المباشر من الدول الافريقية من لهم طابعهم الخاص في «الطرارة»، يوهمونك أن لهم كنزا أو أنهم يبحثون عن شريك اقتصادي في دولتك، ويغرونك بالمال الوفير والغنى السريع، لكنهم يحتاجون الى دفعة بسيطة ويعطونك اسم شركة او بنك وطني في تلك الدولة، وطبعا يحضرون لكل شيء جيدا مسبقا. ووصلتنا رسائل التنجيم والشعوذة الالكترونية وقد بدأت من امريكا الجنوبية ووصلت ايضا الى عالمنا العربي في السنوات الاخيرة. .. استغلال المواطن الخليجي عامة والسعودي خاصة لا يعني أننا شعوب نعيش فى ثراء فاحش، والدليل أن «النصاب» لا يركز على رجال الأعمال أو أصحاب المناصب الكبيرة بقدر تركيزه على متوسطي الدخل ومعدومي الدخل أيضاً؛ لمعرفتهم صدقنا والتزامنا بديننا، والصدقة والاجر العظيم الذي ينتظر فاعلها. لذلك فنحن مستهدفون والمندفع عاطفياً وراء هذه الرسائل بحاجة الى إعادة تأهيل. .. هناك من يتصل من أدغال أفريقيا ويزودك بمعلومات عنك وعن أسرتك بالاسماء، ويبدأ فى سرد تفاصيل حياتك المستقبلية وما سيؤول إليه حالك فى المستقبل، والأضرار التى ستلحق بك وبأسرتك، وأنت فاغر فاك تريد النجاة بأي وسيلة كانت! فاحذر فلهم أعين وأذرع بالداخل يزودونهم بالاخبار ويتقاسمون قوت يومك إن لم يكن قوت عمرك، وغالبية من يقع فريسة لهؤلاء هم من يقل لديهم الوازع الديني والإيمان بالقضاء والقدر. .. حدثني أحد أئمة المساجد فقال: اتصلت علي «أخت فاضلة» وطلبت منى توصيل مبلغ كبير من المال لأرملة وأم لأربعة معاقين عرفتهم برسالة مدعومة بالتقارير والصور، وقال: كان علي التأكد من حقيقة هذه العائلة ووضعها، فسألت عنهم وتقصيت أخبارهم لفترة من الزمن، وأرجعت المال لصاحبته بعد أن عرفت أن الصور والتقارير مزورة ومسروقة والشخص شاب مدمن للمخدرات. فاحذر أن تكون فريسة سهلة لهؤلاء المجرمين ولا تُكن عاطفياً أكثر من العاطفة. والله المستعان.