لم يكد الموسم الحالي ينتهي حتى ظهرت ملامح الموسم المقبل للدوري الإيطالي لكرة القدم ، حيث لا يزال يوفنتوس هو صاحب اليد العليا على ساحة الكرة الإيطالية في الوقت الحالي لكنه يواجه نفوذا وقدرة متزايدة من فريقي نابولي وروما فيما لا يزال قطبا مدينة ميلانو في محاولاتهما لاستعادة مكانتهما بين الفرق المتنافسة بقوة على لقب البطولة المحلية. ومع إسدال الستار على موسم 2015 / 2016 للدوري الإيطالي أمس ، بدأ يوفنتوس الاستعداد والترقب لمباراته المهمة المقررة أمام ميلان مطلع الأسبوع المقبل في نهائي كأس إيطاليا بعدما أكد فريق السيدة العجوز هيمنته المطلقة على الدوري بإحراز اللقب المحلي للموسم الخامس على التوالي. لكن هيمنة يوفنتوس لم تكن الشيء الوحيد الذي أثار الاهتمام والإعجاب في الموسم المنقضي حيث ترك الأرجنتيني جونزالو هيجوين مهاجم نابولي بصمته الرائعة في الموسم الحالي برقم قياسي في عدد الأهداف خلال الموسم وتصدر قائمة هدافي المسابقة برصيد 36 هدفا. وفي الوقت نفسه ، أثار الأسطورة الإيطالي المخضرم فرانشيسكو توتي موجة من الجدل بين جماهير روما حول مستقبله مع فريق العاصمة. وفيما يترقب المنتخب الإيطالي (الآزوري) بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2016) التي تقام بفرنسا الشهر المقبل ، بدأ الحديث مبكرا في الأندية عن سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف حيث تسعى العديد من الإيطالية إلى تدعيم صفوفها بعدما قدمت موسما فاترا. وأنهى هيجوين موسمه بأفضل شكل ممكن حيث سجل ثلاثة أهداف (هاتريك) ليقود نابولي إلى الفوز 4 / صفر على فروسينوني والاحتفاظ بالمركز الثاني في جدول الدوري ليتأهل مباشرة إلى دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا برفقة يوفنتوس فيما يخوض روما صاحب المركز الثالث دورا فاصلا على التأهل لدور المجموعات. ورفع هيجوين رصيده إلى 36 هدفا ليضرب الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في الموسم الواحد بالدوري الإيطالي بعدما ظل هذا الرقم صامدا منذ أن أحرز جونار نوردال 35 هدفا لميلان في 1950 . وقال جيوفاني مالاجو رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية : "جونزالو هيجوين مهاجم مدهش. أضاف قيمة هائلة للدوري الإيطالي". وساهمت أهداف هيجوين بشكل هائل في فوز نابولي بالمركز الثاني في الدوري هذا الموسم وإن بلغ الفارق مع يوفنتوس المتوج باللقب تسع نقاط. ويسعى نابولي الآن إلى الإبقاء على هيجوين ومديره الفني ماوريتسيو ساري في الموسم المقبل حتى يتمكن نابولي من كسر هيمنة يوفنتوس على الدوري المحلي. ولكن يوفنتوس ضمن ، في المقابل ، استمرار مديره الفني ماسيميليانو أليجري في منصبه حتى 2018 وجعله المدرب الأعلى أجرا في الدوري الإيطالي حيث يبلغ راتبه حاليا خمسة ملايين يورو (6ر5 مليون دولار) في الموسم الواحد. ولم تكن رحلة يوفنتوس للدفاع عن لقبه في الدوري الإيطالي بالموسم المنقضي سهلة حيث شهدت صفوف الفريق عدة تغييرات عن موسم 2014 / 2015 كما بدأ فريق موسم 2015 / 2016 بشكل هزيل. ولكن أليجري حافظ على هدوئه وقاد الفريق إلى 25 انتصارا وتعادل واحد ليضمن الفوز باللقب ليكون الثاني له على التوالي مع الفريق بعدما تسلم المهمة في 2014 خلفا للمدرب أنطونيو كونتي الذي أحرز اللقب مع يوفنتوس في ثلاثة مواسم متتالية. وقال أليجري : "كنت أعتقد دائما أننا نستطيع الفوز بالدوري ، وشاركني اللاعبون في هذا الاعتقاد بأننا نستطيع استكمال المسيرة حتى النهائية". وأوضح : "كان اللاعبون رائعين. والآن ، أمامنا لقب كأس إيطاليا (حيث يلتقي يوفنتوس فريق ميلان في النهائي يوم السبت المقبل) ". ويتطلع يوفنتوس للفوز بلقب الكأس حتى يكرر ثنائية الموسم الماضي. ويشعر يوفنتوس بالأسى للخروج من دور الستة عشر لبطولة دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ الألماني حيث تعادل الفريقان 2 / 2 في تورينو ذهابا ثم فاز بايرن 4 / 2 على ملعبه إيابا. وقال أليجري : "دعونا لا ننسى أننا قدمنا موسمين رائعين في دوري الأبطال... أحدهما بلغنا فيه المباراة النهائية (التي خسرناها أمام برشلونة الأسباني 1 / 3 في 2015) والآخر خرجنا فيه أمام بايرن بعدما قدمنا عرضا رائعا". وبعدما تأكد روما من ضرورة خوضه الدور الفاصل لتحديد المتأهلين إلى دور المجموعات في دوري الأبطال الأوروبي ، تترقب جماهير الفريق قرار توتي بشأن العرض المقدم إليه من النادي للعب موسم إضافي آخر مع الفريق. ويحتفل توتي بعيد ميلاده الأربعين في أواخر أيلول/سبتمبر المقبل ولكنه دخل في مشادة مع لوتشيانو سباليتي المدير الفني لروما نظرا لاستعانة المدرب به في مباريات قليلة للغاية والاستعانة به كبديل في أوقات متأخرة من المباريات التي خاضها الفريق في أواخر الموسم. ورغم هذا ، يبدو اللاعب مترددا بشدة حاليا بشأن العرض المقدم إليه من روما. وقال جيمس بالوتا رئيس النادي أمس الأحد : "قدمت إلى توتي قبل عشرة أيام عرضا سخيا للغاية لمدة موسم واحد.. ما من فكرة لدي بشأن السبب وراء عدم موافقته على العرض. أعتقد أنه يتلقى نصائح سلبية".