رعت صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز مؤخرا ملتقى العضوية الثامن «بناء وعطاء» بقسم الخدمات الاجتماعية بمركز مشاعل الخير، ويضم المركز مجموعة من الباحثات الاجتماعيات المتخصصات في العمل الميداني، والمركز كما هو معروف يقدم سلسلة من الخدمات الاجتماعية التنموية للمجتمع، وأنشطته المختلفة تذكر للمركز وتشكر عليها تلك الطاقات الشابة من الباحثات السعوديات. وسمو الأميرة جواهر شخصية نافذة وقد عرفت بأياديها البيضاء الممتدة لكل محتاجة من خلال الأعمال الخيرية المتعددة التي يمارسها المركز، والبحث جار حول ضرورة الربط بين الجمعيات الخيرية بالمملكة وفتح آفاق واسعة للحوار حول أعمال تلك الجمعيات وانجازاتها المتميزة لخدمة المجتمع السعودي، وقد عرف المركز بأبحاثه المتعلقة بالاستفادة من الخبرات السابقة للعضوات المنتسبات اليه والبدء من حيث وصلت تلك الخبرات. ولا شك أن تبادل الخبرات فيما بين الجمعيات الخيرية هو أمر يشغل بال المسؤولات عن المركز، وملتقى العضوية الثامن بحث عن الامكانيات المتوافرة لتبادل تلك الخبرات وتفعيلها من أجل خدمة المجتمع السعودي في قنوات متعددة، وقد تميز الملتقى عبر الاجتماعات السابقة بأهمية تواصل الخبرات وتبادلها بين الجمعيات الخيرية في محاولة دؤوبة وجادة لتقديم أفضل الخدمات الخيرية سواء في الشرقية أو بقية مناطق المملكة. ولعل من أهم الأنشطة التي تمارسها تلك الملتقيات الخيرية هي المشاركة المجتمعية في احتواء الأيتام ومساعدة الأرامل والمطلقات وتقديم الاستشارات الأسرية للمحتاجات اليها، وقد استفادت العديد من الأسر في الشرقية من تلك المشاركة الفاعلة، فتقديم تلك الخدمات للأسر أضاف خدمة نوعية متميزة لتلك الملتقيات الخيرية التي تحمل عنوان «البناء والعطاء» وهو عنوان يترجم ما يقوم به الملتقى من فعاليات اجتماعية حيوية. ومن المعروف أن أهداف الجمعيات الخيرية بالمملكة هي أهداف تنموية بالدرجة الأولى أكثر من كونها أهدافا اغاثية، فتنمية المجتمع السعودي هاجس يلازم المسؤولات عن تلك الجمعيات، فالعامل التنموي للأسر المحتاجة هو عمل انساني كبير ينضوي تحت أهداف الجمعيات الخيرية بالمملكة، ويؤدي الى مردودات ايجابية هامة تنعكس على فئات متعددة من شرائح المجتمع السعودي. وثمة مبادرة جيدة يضطلع بها الملتقى، وأظن أنها سوف تبحث باستفاضة من خلال الملتقيات القادمة وأعني بها مبادرة التبرع بالأعضاء، وتوضيح هذه المبادرة الانسانية داخل المجتمع السعودي مهمة رئيسية تقوم بها الجمعيات الخيرية لمصلحة المحتاجين لتلك الأعضاء، وتوضيح أهمية المبادرة مهمة تضطلع بها الجمعيات الخيرية لما لها من فوائد جمة سوف تعود على المجتمع السعودي بخيرات وافرة. وأظن أن تعزيز تلك المبادرة وغيرها من المبادرات الخيرة التي تمارسها الجمعيات الخيرية وملتقياتها العضوية له أهميته القصوى لتحقيق الأهداف السامية التي تسعى لتحقيقها تلك الجمعيات التي تميزت بخدمات جليلة تقدمها للمجتمع السعودي، وهي خدمات انسانية راقية تشير الى أهمية أعمال تلك الجمعيات في التنمية المأمولة للأسر السعودية، فالتنمية هي مهمة حيوية تسعى تلك الجمعيات لتحقيقها على أرض الواقع. هذا الملتقى الخير وما سبقه من ملتقيات وما سوف يعقد من ملتقيات مماثلة لها آثارها الايجابية والفاعلة لخدمة المجتمع السعودي، فالأسر بحاجة الى تلك الخدمات النوعية التي تقدمها الجمعيات الخيرية في المنطقة الشرقية وفي سائر مناطق المملكة. والفرصة مواتية من خلال تلك الملتقيات لعقد المزيد من المشاورات وتقديم الاقتراحات وتبني بعض الرؤى الخيرة في سبيل تحسين نوعية الخدمات المزجاة للأسر السعودية، ولا شك أن تبادل الخبرات بين الجمعيات والمطروح في الملتقى آنف الذكر وغيره من الملتقيات السابقة له أثره الايجابي لدفع أعمال الجمعيات الى الأمام وتطعيمها بكل الآراء البناءة من أجل تحسين الخدمات وتقديم أفضلها وأمثلها للمجتمع.