تقيم هيئة البحرين للثقافة والآثار الاسبوع القادم معرضاً مميزاً بعنوان «تقاطعات» وذلك ضمن الاحتفالات باليوم العالمي للمتاحف لعام 2016 والذي جاء تحت عنوان «المتاحف والفضاءات الثقافية» ويقام في متحف البحرين الوطني يوم الأربعاء القادم الموافق 18 مايو الجاري، ويتضمن حفلا موسيقيا يقام بالتعاون مع السفارة الفرنسية في البحرين في بهو المتحف الوطني الساعة الثامنة مساءً. ويشغل معرض «تقاطعات» المؤقت والذي يستمر حتى 31 ديسمبر 2016 قاعتَين دائمتين في المتحف الوطني «قاعة دلمون، وقاعة تايلوس والفترة الإسلامية» وهو يتكامل مع المعروضات الموجودة في تلك القاعات منذ افتتاح المتحف قبل 28 عاما. وقد صُمّم المعرض المؤقت لإثراء تجربة زوار المتحف من خلال تقديم قراءةٍ جديدةٍ للمعروضات الموجودة، فعلى مدى العقدين الماضيين، ساهمت الأدلة الأثرية المستجدّة في تقديم فهمٍ أفضل وأشمل للوضع الاجتماعي والثقافي السائد في البحرين، فمن خلال إضافة القطع الأثرية المكتشفة حديثاً وإعادة توزيع بعض القطع الموجودة سابقاً تحاول المعروضات الجديدة والبالغ عددها 19 بناء عمل اتصال بين تلك المجموعة من القطع الأثرية عبر ترابطٍ زمنيّ فريد. ويحتفل العالم سنوياً منذ عام 1977 ب«اليوم العالمي للمتاحف» الذي يصادف 18 مايو، ويتم اختيار موضوعٍ معينٍ لكل عام بهدف توعية المجتمع عن القضايا التي تخصّ المتاحف. ويأتي شعار احتفالية هذا العام 2016 «المتاحف والفضاءات الثقافية» لحثّ المتاحف والمسؤولين عنها على القيام بدورٍ فاعلٍ في إدارة هذه الفضاءات والمواقع الثقافية والحفاظ عليها. ومن هذا المنطلق تستقبل متاحف البحرين «متحف البحرين الوطني، متحف موقع قلعة البحرين، متحف الرفاع، ومتحف البريد» جميع الزوار مجاناً في لفتةٍ تعكس انشغال هيئة البحرين للثقافة والآثار بنشر الوعي لدى الجمهور حول أهمية المتاحف وقيمتها التاريخية. كليلة ودمنة من جهة اخرى تتواصل نجاحات معرض «كليلة ودمنة حكايات عبر الزمن» الذي يستضيفه متحف إنديانا بوليس للأطفال بالولايات المتحدة الأمريكيّة حتى 19 من يونيو 2016، في تعاونٍ ثقافي مميّز مع هيئة البحرين للثقافة والآثار. وتشكّل هذه التوأمة الثقافية خطوةً إضافية تعزز العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين ودول العالم في مجالات الثقافة والمعارض المتحفيّة، ويعيد متحف إنديانا بوليس للأطفال إحياء الأساطير التي وردت في كتاب الفيلسوف الهندي «بيدبا» ليأسر المخيلات بأسلوبٍ عصري مبسّط يحاكي عقول الأطفال. وأقيمت منذ انطلاق المعرض فعالياتٌ وبرامج فنيّة مميزة بمشاركة الدكتورة صبيحة الخمير المتخصصة في الفن الإسلامي، وتفاعل زوّار المعرض من الأطفال مع العروض الرقمية والورش الفنيّة التي جسّدت حكاياتٍ خرافية تُروى على لسان أبطالها من الحيوانات في مواقف وأحداث رمزية تمرر رسائل في الحكمة والأخلاق، وقد ترجمها للغة العربية ابن المُقَفَّع «142ه، 759م». وكانت هيئة البحرين للثقافة والآثار قد أقامت هذا المعرض في نسخته الأولى في 23 أبريل من العام الماضي واستمر لمدة سبعة أشهر في متحف البحرين الوطني، وقدّم المتحف فيها بالتعاون مع متحف إنديانا بوليس للأطفال العديد من الفعاليات المتنوعة، كان من ضمنها أعمال مسرحية استعرضت عددا من الحكايات البحرينية التراثية عكست من خلالها المبادئ والقيم الإنسانية التي تتناولها قصص كليلة ودمنة في إشارة إلى عمق الموروث الثقافي البحريني ومواكبته لمفاهيم الثقافة والتراث العالمي.