بدت إيران متخبطة، بعد أن فشل مشروعها في اليمن، وإجهاض ممارسات خلاياها في المملكة والبحرين والكويت، فيوم أمس الأول، احتجت إيران على الكويت لأن شخصيات كويتية متعاطفة مع نضال الأحواز العربية للتحرير من الاحتلال الفارسي قد نظمت لقاء تعريفياً بالقضية الأحوازية في الكويت قبل أسبوع. والاحتجاج الإيراني ضد الكويت ليس له أي قيمة أو تأثير أو مؤثر أو شرعية، نظراً لأن إيران نفسها جعلت من طهران مركز عمليات للخلايا التآمرية، والأشباح التي تخطط لزرع القلاقل والفتن في العالم الإسلامي وفي العالم العربي بالذات. وكثير من الخارجين عن القانون ومنظمات الجريمة والعنف التي تعمل في الدور العربية تمولها طهران أو تدعمها أو تتعامل معها، مثل عصابات مهربي المخدرات في العراقوسوريا ولبنان، وخلايا منظمة القاعدة الإرهابية في اليمن، وخلايا داعش في سوريا التي تزود الحرس الثوري الإيراني ونظام الأسد في سوريا بالوقود وتتناغم مع خطط إيران وتكتيكاتها في سوريا. ولا نعلم بأي وجه أو وجهة يمكن لطهران الاحتجاج على الكويت، البلد الخليجي العربي المسالم، الذي لم يمد يده إلى إيران سوى بالخير والسلام والتعاون، لكن طهران مصابة بأمراض الهوس والعدوان، حتى إن رئيس ما يسمى مجلس الشورى الإيراني علي لارجاني قد هدد الكويت عام 2012 قائلاً إنه إذا ما سقط الأسد، فإن الكويت سوف تسقط. وهذا التصريح يمثل أكبر مبيت عدوان على بلد مستقل، وخطة لعدوان مماثل لما ارتكبه نظام صدام حسين عام 1990، وهذا أن التركيبة الذهنية في حكام إيران من المرشد إلى أصغر عميل للحرس الثوري، تماثل الذهنية الإجرامية لصدام حسين، ولا فرق بينهما، خاصة أن نظام طهران قد هندس جرائم مماثلة للجرائم الصدامية، في أكثر من بلد عربي. وليس أقل جرائم نظام الخامنئي أنه يتاجر بقضية فلسطين لتدمير الفلسطينيين والعدوان على الأمة العربية، بأسلوب مماثل لما ترتكبه إسرائيل أيضاً. ويتعين على طهران وملاليها أن يعلموا أن العالم العربي بعد «عاصفة الحزم» المجيدة لتحرير اليمن، ليس كما قبل العاصفة، وأنه عالم لن يستكين بعد اليوم لخداع طهران وسلوكياتها العدوانية، وأنه الآن أقوى وأكثر تصميماً على الدفاع عن استقلاله وحقوقه مما كانت تعتقد طهران. وكان يتعين على نظام إيران بدلاً من إلقاء التهم على الآخرين أن يصلح الأخطاء الفادحة التي يرتكبها في الأحواز العربية، وجرائمه ضد الأكراد وضد البلوش والعراقيين والسوريين والبحرينيين واليمنيين، وكل العرب. ولو كان نظام خامئني نظاماً عادلاً صالحاً مسلماً ومسالماً، لما اضطر الأحوازيون إلى تكبد عناء المنافي في أصقاع الدنيا وجمع شتاتهم ليوجهوا النظام وجرائمه العنصرية والطائفية والاستعمارية. وعلى نظام خامنئي قبل أن يسدي نصائحه أن يدقق في عدد الإيرانيين الذين يهربون من سجونه ومعتقلاته وانحرافات عملائه، وقبل ذلك أن يدقق في حالة الفقر المخيفة في أوساط الإيرانيين، وحالة البنى التحتية في المدن الإيرانية، وأن يكرس جهوده لإصلاحها بدلاً من إنفاق ثروات إيران على الفتن والخلايا الظلامية والأشباح في الدول العربية.