دمج الوزارات الاقتصادية مؤشر عملي لانتقال تاريخي جديد في الأجهزة التنفيذية للدولة بحيث تواكب محاور رؤية السعودية 2030 ومتطلبات التحول الوطني، فذلك كفيل بالضرورة بتأسيس منظومة متقدمة في العمل الوزاري الخدمي الذي يعمل على تجانس القطاعات وخدمتها من سقف تنفيذي واحد بدلا عن التعدد الذي قد يأتي ببيروقراطية تعاني منها كل الجهات التي يمكن أن تراجع الخدمات، وبالتالي فإننا أمام محطة جديدة ننطلق منها عمليا للوصول الى طموحاتنا الوطنية. دمج الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، يعني وضع حزمة من القطاعات في مكان واحد لتيسير الإجراءات والمعاملات بما يضمن سرعة الإنجاز وتحديد المسؤوليات بصورة تتطلب فعالية لا بد منها ونحن أمام جدول زمني يجب إنجاز الكثير فيه، فهذه القطاعات مترابطة ومتداخلة بصورة كبيرة وتحتاج لأن تكون في مظلة واحدة تعمل على تيسير وإنجاز الأعمال فيها بسلاسة وفتح مزيد من الطرق التي يمكن معها تحقيق الكثير دون تعقيد، وكذا الحال فيما يتعلق بالتجارة والاستثمار فنحن دولة عضو في منظمة التجارة العالمية وسوق دولية كبيرة لها علاقات قوية مع كثير من الأسواق الدولية النشطة، وهناك استثمارات تجارية كثيرة وغيرها يمكن أن تفتح الأسواق لمزيد من المنجزات الاقتصادية، وتتقاطع مع قطاعات أخرى يمكن الاستثمار فيها، فكل القطاعات الاقتصادية تتبلور في نهاية المطاف في عمليات تجارية عبر الاستثمار بغية توزيع منتجات أو بيع خدمات. بصورة عامة كل عمليات الدمج التنفيذي التي تمت في إعادة الهيكلة منطقية وتخدم تطبيق الرؤية الى جانب التأثير القوي في الشفافية وتوظيفها في عمل الوزارات ودولاب العمل العام، وذلك أمر نحتاجه لأنه مهم في خدمة التميز والعمل دون معوقات أو مواجهة التحديات بوضوح، لأنه كلما كان العمل منظما أصبح أكثر دقة وفاعلية وإنجازا، والرؤية تحتاج الى ذلك لأنها تمهيد للانتقال الى المستقبل بصورة منهجية تتطلب الوضوح والعمل الجاد والمخلص والصادق، لأنها في خاتمة المطاف عمل وطني يجب أن يتم بهذه الروح الوطنية التي تستهدف بناء وطن له قدرات تنافسية عالية يستثمر خلالها كل موارده البشرية والطبيعية بكفاءة عالية، لذلك نأمل كثيرا أن تنطلق الحكومة الجديدة باتجاه المستقبل حتى نبلغ العام 2030 بإذن الله ونحن قد أنجزنا مهامنا في بناء وطن أكثر قوة في جميع مجالاته التنموية التي تنشط فيها جميع القطاعات الاقتصادية بصورة متوازنة تعي التحول الوطني وأهداف الرؤية وغاياتها التي تضعنا في المقدمة بين الأمم والشعوب.