أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين على خطورة الوضع في سوريا جراء موجهة العنف والتصعيد الخطير من قبل النظام السوري في مدينة حلب، داعيا لاتخاذ موقف عربي موحد ومطالبة مجلس الأمن والدول الراعية للهدنة للتدخل الفوري لوقف هذا التصعيد وتوفير الحماية الدولية للسوريين. وأدان سفير مملكة البحرين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة، رئيس الاجتماع ، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث التصعيد الخطير في مدينة حلب السورية، الاعتداءات على المدنيين في حلب واستهداف المنشآت الطبية لكونه يشكل خرقاً واضحاً للهدنة التي أقرها مجلس الأمن بموجب القرار 2268 لعام 2016 وانتهاكا صارخا للقانون الدولي. وحث " آل خليفة"، مجلس الأمن والدول الراعية للهدنة للتدخل الفوري لوقف هذا التصعيد الخطير الذي يقوض المساعي المبذولة لتسوية الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية ويزيد الوضع الإنساني تأزما. وشدد رئيس الاجتماع على ضرورة معاقبة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم النكراء وتقديمهم للعدالة الجنائية الدولية، داعيا إلى التحرك العربي لدى الأممالمتحدة ومجلس الأمن بوجه خاص لتحمل مسؤوليته في الضغط لإيقاف هذا القصف الوحشي لمدينة حلب والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة والمتضررة. بدوره طالب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب السوري إزاء الجرائم اللاإنسانية التي يواجهها بسبب التصعيد المتواصل للعمليات العسكرية. وحمّل العربي، مجلس الأمن والمجموعة الدولية لدعم سوريا، مسؤولية العمل على وقف إطلاق النار في سوريا ودعم مسار مفاوضات جنيف من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوري في تغيير سياسي ديمقراطي وفق ما تم التوافق عليه في "جنيف1" عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي ذات إرادة سياسية تحقق أمن واستقرار سوريا. وأكد العربي، مجددا الانحياز العربي التام لخيار الحل السياسي للأزمة السورية لتجنيب السوريين المزيد من القتل والدمار والعمل على تحقيق تطلعاتهم في الحرية والاستقرار. وانتقد الأمين العام للجامعة العربية، خذلان المجتمع الدولي وتقاعسه إزاء الأزمة السورية، وحمله المسؤولية الاخلاقية والقانونية إزاء المأساة السورية، الأمر الذي أدى لدخولها نفقا مسدودا، محذرا من تداعياتها الخطيرة على سوريا والأمن الإقليمي برمته. وعد مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية السفير طارق القوني، ما حدث في حلب انتكاسة للجهود الدولية المبذولة خلال الشهور الأخيرة لدفع العملية السلمية في سوريا بما في ذلك وقف الأعمال العدائية بين أطراف النزاع وما نجم عنه من حالة هدوء نسبي أعادت الأمل ومهدت الطريق لإطلاق المحادثات بين الأطراف السورية في جنيف تحت رعاية الأممالمتحدة والمجتمع الدولي. وقال "القوني " إن السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية ومنع تكرار المآسي التي يعانيها الشعب السوري هو الحل السلمي والتوصل لاتفاق سياسي يلتزم به الجميع مع أهمية دعم مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا في مهمته وإعادة العملية التفاوضية لمسارها الصحيح. وبدوره دعا السفير القطري سيف مقدم البوعينين، في كلمته، إلى اتخاذ موقف عربي يدين ما يتعرض له الشعب السوري من انتهاكات على نحو حازم، والعمل على تكثيف الجهود مع المجتمع الدولي لتنفيذ قرارات مجلس الأمن رقم 2254 ورقم 2286 والتي سبق أن أكدت عليها القرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية وآخرها القرار 8006. وحث " البوعينين" على ضرورة استئناف المفاوضات السياسية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وتشكيل هيئة حكم إنتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، لإعادة الاستقرار والأمن في سوريا، بما يلبي تطلعات الشعب السوري بكافة أطيافه وفئاته وإقامة نظام حكم تسود فيه قيم العدالة والمساواة. وأعرب السفير القطري عن تطلعه أن يسفر الاجتماع عن نتائج تؤكد تضامننا الراسخ مع الشعب السوري فيما يواجهه من إرهاب الدولة، ويسهم في تعزيز الجهود والتحركات الدولية الرامية لوقف هذه المجازر وتوفير الحماية للمدنيين العزل في حلب وسائر أنحاء سوريا وصولاً إلى الحل السياسي المنشود. في غضون ذلك دعا المندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية السفير أحمد البكر ، في كلمته مجلس الأمن والدول الداعمة للنظام السوري إلى الضغط عليه من أجل وقف هذه العمليات الوحشية ودخول المساعدات الانسانية والطبية والعمل علي تأييد الهدنة ووقف إطلاق النار والمضي قدما في المسار السياسي باعتباره الحل الوحيد للأزمة. بينما عبر نائب المندوب الإماراتي الدائم لدى الجامعة العربية خليفة الطنيجي، عن قلق بلاده إزاء تصاعد وتيرة استهداف المدنيين في سوريا وتقويض المسار السياسي، جراء هذا التصعيد غير المبرر ضد السكان المدنيين. وناشد الطنيجي، الأطراف المتحاربة في سوريا بالسعي المخلص والصادق لإنجاح العملية السياسية، ووقف العنف الموجه ضد المدنيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإغاثية العاجلة للمناطق المحاصرة. وأكد نائب المندوب الإماراتي لدى الجامعة العربية، إيمان بلاده التام بالحل السياسي للأزمة في سوريا من خلال المرجعيات الدولية وضرورة الالتزام بهذا الإطار بعيدا عن التصعيد والعنف.