الكلمة الضافية التي وجهها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - يوم أمس، أثناء استقباله معالي وزير العمل وممثلين لأصحاب المهن المختلفة العاملين في القطاع الخاص بشتى مناطق المملكة، ترسم بوضوح أبعاد المستقبل المنظور للمملكة وهو مستقبل ارتبط بالرؤية التنموية الطموحة 2030 التي سوف تضع المملكة في مكانها اللائق والمرموق بين الدول المتقدمة في العالم. المستقبل الواعد للمملكة يترجم اهتمام القيادة الحكيمة بالسير بخطى ثابتة وواثقة لتطوير المملكة وتنميتها بأفضل وأمثل طرق التطور الحديثة، مع الاحتفاظ بالثوابت الدينية والقيم الاجتماعية الأصيلة التي لن تحيد عنها المملكة، وهي تسير وفقا لتلك الخطوات السريعة نحو التنمية الشاملة لصناعة المستقبل الأفضل للبلاد من أجل الوصول الى أقصى درجات التقدم والتنمية للوطن والوصول الى أقصى درجات رخاء المواطنين واستقرارهم. قطاع العمل والتدريب التقني والمهني يحظى بأهمية خاصة من لدن خادم الحرمين الشريفين، فهو يتعلق بالاهتمام بالملحوظ بالثروة البشرية التي تمثل أهم ثروات الوطن على الاطلاق فهي ثروة يعتمد عليها لبناء الوطن ونهضته وفقا للرؤية الجديدة، فالعنصر البشري في المملكة يمثل منطلقا هاما من منطلقات النهضة المنظورة، والاستثمار لتنمية هذا العنصر يقع ضمن أولويات الدولة واهتمامها. لقد عززت الدولة وهي تضع تلك الرؤية موضع التنفيذ الاستثمار في مجال الموارد البشرية الوطنية، إيمانا منها بأن الثروة البشرية للوطن هي المحرك الأساس للنهضة المقبلة ومن ثم فان الاستثمار فيها يعد من أهم الاستثمارات على الاطلاق، ولا بد أن يتحمل المواطنون وفقا لتلك الرؤية مسؤولياتهم كاملة لخدمة أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم، فالمسؤولية الملقاة على أكتافهم كبيرة للغاية. إن تنمية الوطن والارتقاء به يقوم على سواعد المواطنين فهم طرف مهم للغاية في العملية الإنتاجية ودورهم كبير في عملية التنمية والبناء، ومشاركتهم الفاعلة سوف تدفع مسيرة التنمية والارتقاء بالانتاج والانتاجية بما يحقق النجاح المأمول للرؤية المستنيرة التي سوف تنطلق بها المملكة الى آفاق جديدة من التقدم والتنمية للحاق بركب الدول المتقدمة في كل مجال وميدان. الدولة مهتمة للغاية بثروتها البشرية وتمهد لها أفضل الطرائق للقيام بواجباتها الوطنية المسؤولة فهي المحرك الأساس للتنمية، وعلى سواعد أبناء الوطن تقوم الركائز المهمة لترجمة رؤية المملكة المقبلة وتحويلها الى واقع مشهود على الأرض، ولا شك أن أبناء الوطن ملتزمون تماما بالمثابرة والعمل والاجتهاد من أجل النهوض ببلادهم، وتنميتها للوصول بها كما هو طموح قيادتها الرشيدة الى أفضل مستويات الرقي والتقدم. المملكة وفقا لخطوات الرؤية الجديدة الطموحة سوف تحقق نقلة نوعية غير مسبوقة في عملية النهضة الشاملة التي سوف تحقق آمالا عريضة لصناعة المستقبل الواعد للمملكة، والثروة البشرية تمثل عاملا هاما في سبيل تحقيق أبعاد تلك الرؤية ويعول عليها الاضطلاع بدور وطني فاعل يقود البلاد بفضل الله وبفضل قيادتها الواعية الى مستقبل زاهر ويدفع مسيرة التنمية المنشودة الى مراكز ومراتب عالية. الرؤية المستنيرة للمملكة سوف تحقق تنمية شاملة تصل بالبلاد والعباد الى أرفع المراتب والدرجات، وسوف تحقق تطلعات القيادة الرشيدة لبناء الوطن وتنويع استثماراته وقدراته مع الاحتفاظ بالثوابت الدينية القويمة والاحتفاظ بالتقاليد والأعراف العريقة التي ما زالت ثابتة وراسخة.