في الوقت الذي ينتظر فيهِ اليمنيون إعلان السلام وتطبيق المحاور الخمس، والانتقال من المشاورات إلى العمل عليها، بدأ وفد المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح، بمحاولات لإفشال مشاورات السلام في دولة الكويت، ما يعكس عدم مصداقيتهم رغم تفاؤل مبعوث الأممالمتحدة لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي طالب الوفود التحلي بصدق النية، التي لم يلتزموا بها، واستأنفت الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام، جلسة مباحثات هي الرابعة من نوعها بإشراف الأممالمتحدة، لتستكمل خلالها القوى السياسية اليمنية الممثلة بوفد الحكومة اليمنية الشرعية ووفد المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح، القضايا المطروحة على جدول الأعمال للاتفاق على مختلف ضوابط إنهاء الأزمة في اليمن بعد صراع دام سنوات عديدة. وأكد وفد الحكومة اليمنية الشرعية في بيان صحفي بنهاية اليوم الثالث للمشاورات السبت التوصل إلى خطوة منجزة تتمثل باختيار ممثل عن كل طرف لمتابعة لجنة التهدئة والتواصل والتحقق من سيرعملها. بينما تواصل مليشيات الحوثي وحلفاؤها خروقاتها على الأرض. وجدد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد الحكومي للمشاورات عبدالملك المخلافي خلال لقائه بنظيره الكويتي، تأكيد الوفد أنه مستمر في المشاورات بروح مسؤولة عن كل اليمن من أجل تحقيق السلام، وأوضح أن جلسات اليوم الثالث تناولت تعزيز عمل لجنة التهدئة والتواصل وكذلك استئناف جدول اعمال المشاورات بحسب ما أتفق عليه منذ جولة مشاورات بييل بسويسرا والقائمة على محاور بناء الثقة المؤكد على التنفيذ الفوري لإطلاق سراح المختطفين والسجناء السياسيين وفتح الممرات الآمنة في كل المناطق اليمنية وتعزيز تثبيت وقف اطلاق النار. وقال الوزير المخلافي «ان المشاورات ستجري حسب الإطار المتفق عليه مع مبعوث الأممالمتحدة والمتمثل في المحاور الخمسة، وفي مقدمتها الانسحاب وتسليم الاسلحة واستعادة مؤسسات الدولة والترتيبات الامنية ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والاسرى، والبحث بعد ذلك في خطوات استئناف العملية السياسية بحسب المرتكزات الاساسية في قرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها قرار 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني». ومضى اليوم الثالث من محادثات السلام اليمنية بعرض شامل قدمته الأممالمتحدة عن وقف الأعمال القتالية مع تحديد كامل لآلية العمل المتبعة والتعامل مع الخروقات في حال حصولها، وتوسع المشاركون في استعراض مهام لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية، وتم التطرق الى سبل تمتين التواصل بين اللجان بهدف تعزيز وقف الأعمال القتالية بما يضمن أمن وسلامة اليمن واليمنيين، بحيث تكون الالتزامات شاملة وملزمة لجميع الأطراف، وأن تتم مراقبتها بصورة واضحة. وعقد المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد لقاءات ثنائية مع رؤساء الوفود، وأشار الى «أن أجواء المشاورات واعدة، وهناك أرضية مشتركة صلبة سوف يتم البناء عليها بهدف تقوية نقاط التقاء وجهات النظر والتوصل الى حلول تفاهميه، واستطرد «على الجميع أن يدرك ان العملية التفاوضية حساسة، وتستغرق وقتا، كونها تهدف الى التوصل الى اتفاق ملزم حول كافة القضايا الخلافية، حتى يأتي الحل شاملا وكاملا. ووصف اتفاق الأطراف على تعيين عضوين رفيعي المستوى لمتابعة أعمال لجنة التهدئة والتنسيق بهدف تمتين وقف الأعمال القتالية بالنتيجة المشجعة». واتفقت الأطراف المفاوضة، على جدول عمل للأيام المقبلة، وسوف يتم تقسيم المشاركين الى لجنتين: الأولى تعمل على القضايا السياسية، بينما تركز الثانية جهودها على القضايا الأمنية، على أن تبقى بعض الجلسات جامعة، حتى يتم عرض توصيات اللجنتين والاتفاق على تطبيقها والتوسع في مواضيع مشتركة. وقال الناشط السياسي اليمني مانع المطري ل(اليوم)،أنه بالإمكان تشكيل لجان فيما يتعلق بالنقاط الأولى، ويتم العمل عليها، وأكد ان الحكومة الشرعية متحمسة لقرار وقف إطلاق النار، وهي عازمة على ذلك بالإضافة لدعم قوي أيضاً من قوات دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية. وأضاف المطري المشارك في محادثات الكويت، ان المتمردين وانصار المخلوع صالح، ما زالوا واقعين تحت أياد إقليمية تؤثرعلى قرارهم، وهذه القوى هي التي ألزمتهم بالتأخرعن بداية المشاورات، لكي توصل رسالة للرئيس الأمريكي باراك والمملكة العربية السعودية، ودول التحالف، وأكد أن الانقلابيين ما زالوا في يد إيران، وأضاف المطري، إن المرحلة تتطلب التحلي بالمسؤولية من مختلف الأطراف، مع ضرورة أن يدرك الجميع أن هذه المحادثات هي الفرصة الأخيرة لليمنيين لتحقيق السلام، وحقن دماء اليمنيين.