لا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ عن بعض الجهات التي تحذر بأنها ستتخذ الإجراءات النظامية بحق المخالفين.. ولكن المخالفين تعودوا بأن ذلك التحذير يكون مجرد تحصيل حاصل لا يمنع ولا يخيف.. به يكون العتب ولا يتحقق بشأنه الردع، ويبقى مجرد ردة فعل وقتية، تزول بعدم زوال السبب واستمرار بقاء المسبب! كل ما نحذر منه هو المشكلة التي نكون متأكدين من حدوثها، وفي نفس الوقت هي تلك المشكلة التي لا نعمل على ألا تكون! مرات كثيرة لا نعني ما نقول، لذلك لا نثق بكل ما يقال ليبقى التحذير هو الخيار الرائج الذي يمكن أن يفسر بلا محاذير.. الدفاع المدني يحذر دائما من مخاطر السيول، وينبه على الابتعاد عن الأودية، وعدم استغلالها والبناء فيها، ومع ذلك نشاهد ونسمع عن عدد من الوفيات ممن غامروا بأنفسهم في تحد للسيول، وجرأتهم الطائشة بالاستعراض بسياراتهم وتجاهلهم لكل التحذيرات المتكررة في كل موسم للأمطار.. كثيرا ما تعول بعض الجهات على الوعي والتقيد بالنظام، لذلك يكون منها التحذير لأجل التحذير فقط! المشكلة التي نتجاهلها بأنه أصبح وأمسى في ثقافة مجتمعنا بأن أي تحذير مهما كان لا جدية فيه ولا قيمة له ولا يعني شيئا ولا يهم أحدا ولا يقصد به أي كان! لذلك التحذير من زيادة الأسعار أو الإساءة للآخرين بأي طريقة كانت أو التعدي على الأملاك العامة وكل ما يتم التحذير منه كل ذلك كأنه ليس إلا عتبا شكليا ليس له تبعات!! ما أود أن أصل إليه هنا، بأن تكون الجهات التي تحذر هي المسئولة والمساءلة عن كل ما يكون في الواقع من كل ما تحذر منه، وأن يعنى كل ما يقال!!