دعا زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر أمس إلى تنظيم احتجاجات جديدة في البلاد، بعد أن أخفق سياسيون في الوفاء بمهلة أعلنها من أجل التصويت على تشكيل وزاري جديد من التكنوقراط اقترحه رئيس الوزراء حيدر العبادي لمعالجة الفساد. في وقت تمكنت فيه قوات أمنية عراقية مشتركة من تحرير منطقتي البوخليفة والبوخفج وعدد من القرى، ضمن عملية تحرير ناحية الكرمة التي انطلقت أمس، بينما وافق البرلمان الدنماركي بأكثرية ساحقة، على إرسال 400 جندي لقتال داعش في العراق وسوريا، بالاضافة لارسال ثماني طائرات حربية للمشاركة في العمليات العسكرية ضد التنظيم، ضمن الخطة التي أعلن عنها رئيس الوزراء، لارس لوكي راسموسن، الشهر الفائت. وفي بيان أرسل عبر البريد الالكتروني دعا مقتدى الصدر إلى «الاستمرار بالاحتجاجات السلمية وبنفس عنفوانها، بل ما يزيد على ذلك، لكي تكون ورقة ضاغطة على السياسيين ومحبي الفساد». وتابع في بيانه: «لا يحق لأي جهة منع ذلك، وإلا فان الثورة ستتحول إلى وجه آخر». وجدد الصدر دعوته للبرلمان للتصويت على التشكيل الوزاري وطلب من أعضاء البرلمان الذين يمثلونه عدم المشاركة في أي جلسة أخرى سوى الجلسة التي ستعقد من أجل هذا الغرض. وفي الفلوجة، ذكر مصدر أمني محلي أن القوات المشاركة في عملية تحرير ناحية الكرمة شمال شرقي مدينة الفلوجة، فرضت سيطرتها على منطقتي البو خليفة والبوخفج في المحور الشمالي للناحية، وقتلت أكثر من 25 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي. وأوضح المصدر أن العملية انطلقت من محورين، الأول من ذراع دجلة في المحورالشمالي باتجاه منطقة البو خليفة، والثانية من محور ذراع دجلة باتجاه منطقة البوخنفر والدواية، مستهدفة الوصول إلى مركز ناحية الكرمة، وتطويق مدينة الفلوجة من الجانب الشمالي الشرقي. وفي السياق وافق البرلمان الدنماركي بأكثرية ساحقة، على إرسال 400 جندي لقتال داعش في العراق وسوريا، بالاضافة لارسال ثماني طائرات حربية للمشاركة في العمليات العسكرية ضد التنظيم. وهذه الخطة التي أعلن عنها رئيس الوزراء، لارس لوكي راسموسن، الشهر الفائت، أيدها 90 نائباً وعارضها 19 نائباً هم أعضاء ثلاثة أحزاب يسارية صغيرة. وقال راسموسن، في بيان: إن تنظيم داعش الإرهابي والهمجي والعديم الرحمة، يجب أن يواجه رداً قوياً من جميع الدول. وبموجب مقترح القانون الذي أقره البرلمان، سترسل الحكومة الدنماركية اعتباراً من منتصف العام الجاري 400 عسكري، بينهم 60 عنصراً من القوات الخاصة، وسبع مقاتلات «إف-16» وطائرة نقل من طراز «سي-130 جي». وحتى الآن، لم تتدخل الدنمارك، العضو في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، سوى في العراق، حيث أرسلت سبع مقاتلات من طراز «إف-16» حتى خريف 2015. من ناحيته، هنأ مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان، الكرد الأيزيديين بمناسبة رأس السنة الإيزيدية، والذي وافق يوم أمس الأربعاء. وقال البارزاني في بيان لرئاسة إقليم كردستان، ان «الكرد الأيزيديين مثال واضح لنضال وصمود شعبنا، وفضلاً عن محاولات صهرهم وإبادتهم، فقد دافعوا عن هويتهم الكردية ببطولة، ولم يتمكن أي عدو من محوهم وسلبهم هويتهم». وتابع البارزاني: إن «تعلق هؤلاء الأعزاء بهويتهم الكردية كان سلاحاً قوياً يؤكد على أن القسوة والوحشية وكل الأعمال اللاإنسانية التي قام بها تنظيم داعش، عقب احتلاله منطقة شنكال (سنجار) لم تتمكن من كسر إرادة هذا الجزء الغالي من شعبنا». وأضاف أنه «خلال حملة تحرير شنكال من قبل قوات البيشمركة الأبطال وعندما هب المئات من أبناء كردستان من خانقين وحتى زاخو حاملين سلاح الشرف لتحرير منطقة شنكال، وقدموا دماءهم واستشهدوا على تلك الأرض كان ذلك بمثابة رسالة واضحة مفادها أن الكرد الإيزيديين وتحت راية كردستان أبلغوا الأعداء والأصدقاء بأنهم جزء لا يتجزأ من شعب كردستان». وختم رئيس إقليم كردستان بيانه بالقول: «في رأس السنة الإيزيدية نؤكد مساندتنا التامة وبكل إمكانياتنا، للإخوة والأخوات الإيزيديين بأنه يجب أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم ولن نسمح للبعض بأن يحدد مصيرهم من تلقاء نفسه، كما نصر على حمايتهم وتأمين مستقبلهم بعيدا عن البؤس والاضطهاد». وحينما لم يتمكنوا من إعلان دولتهم المستقلة على أرض الواقع لجأ أكراد العراق إلى الواقع الافتراضي لإعلان الاستقلال وكشفوا عن اسم النطاق مما أثار حفيظة جيران لا يوافقون على طموحاتهم. ويمنح اسم النطاق «كيه.آر.دي» للأكراد مجالا مستقلا في العالم الافتراضي في وقت بدأوا فيه يكتسبون شرعية على الأرض من خلال تحالفهم مع التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش. ويوصف الأكراد عادة بأنهم أكبر جماعة عرقية في العالم بلا دولة، وهم يعتبرون أنفسهم ضحية معاهدة أبرمت في أعقاب الحرب العالمية الأولى قسمت الوطن بين تركيا وإيران وسوريا والعراق. وقال هيوا أفندي الذي حصل على اعتراف دولي باسم النطاق الذي أطلق هذا الأسبوع حتى تستخدمه الشركات والمنظمات والأفراد: «الذين سجنونا داخل هذه الحدود الجغرافية ليس لديهم نفس النفوذ في العالم الافتراضي، في الانترنت نختار حدودنا». وأضاف أفندي الذي يرأس إدارة تكنولوجيا المعلومات في كردستان العراق: «نفضل العيش في دولة كردستان سواء في الواقع المادي أو الافتراضي». وسعت بغداد وطهران ودمشق تاريخيا لاحتواء طموحات الأكراد، لكنهم بدأوا يكسبون اعترافا دوليا. بحث عن جثث في مقبرة جماعية بمدينة الرمادي