في الأسابيع المنصرمة كشفت الأمطار التي هطلت على معظم مناطق المملكة الحبيبة ضعف وسوء التصريف في الشوارع الرئيسة بالمدن، وكذلك على الطرق السريعة الخارجية التي تربط المدن ببعضها البعض، ما استدعى الأمانات والبلديات إلى الاستنفار وتدخل المعدات والآليات لسحب المياه التي غمرت الشوارع والأحياء والأنفاق، وهذه الحالة تتكرر كل موسم للأمطار والحلول مخدرة ووقتية تزول بزوال موسم الأمطار. الأمطار غمرت الشوارع ودخلت المنازل وعطلت حركة السير في الأنفاق وكشفت الحاجة إلى سرعة تنفيذ مشاريع تصريف المياه، ومعالجة القصور في رداءة تخطيط الشوارع والأحياء والأنفاق الذي تجاوز دخول المياه إلى داخل أسوار المستشفيات، والمنازل والجامعات بسبب سوء تنفيذ المشروعات. المهم أن تكون هناك متابعة ومراقبة للمشاريع وجودتها، فالأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الفترة الماضية كشفت عن مشاكل كبيرة في ضعف التصريف، وهنا اتساءل : إذا استمرت عدة ساعات كيف يكون حالنا؟! كل عام حالنا هو ذات الحال ما أن بدأت حبات المطر في النزول حتى بانت عيوب وأخطاء المشاريع التي باتت عبئاً ثقيلاً على كل المواطنين كون عجلة الإنجاز بطيئة وبلا جودة والناس تتساءل: لماذا لم تقدم الجهات المنفذة على إتمام المشاريع قبل حلول فصل الشتاء وسقوط الأمطار التي (تزيد الطين بلة) وتوجد مسابح من المياه تعرقل سير المشاة والمركبات، بالإضافة الى خطورة سقوط الأطفال في مستنقعات مياه الأمطار التي تكون بالقرب من الأحياء السكنية، ومتسائلين في نفس الوقت عن الأسباب التي تؤدي الى فشل المشاريع وعدم محاسبة المقصرين والمخالفين في الجهات المنفذة لتلك المشاريع وإحالتهم إلى المحاسبة واتخاذ الإجراءات الرادعة بحقهم وحلحلة هذه المشكلة المتكررة للارتقاء بواقع الاعمار والتخطيط في بلادنا وتقديم أفضل الخدمات للناس. بكل أسف المأساة تتكرر كل عام عند هطول الأمطار وجريان السيول تتوقف الحركة المرورية ويغرق بعض سالكي الطرق التي تغمرها المياه لعدم إنشاء عبارات مياه كبيرة أو جسور لمثل هذه الأودية التي تتواجد على امتداد الطرق السريعة، وأغلب المخططات السكنية تقع في مجاري أودية وزّعتها البلديات في تلك الأماكن التي تفتقد إلى قنوات تصريف لمياه الأمطار !! الأمطار كانت ومازالت نعمة من نعم الله علينا وها نحن نكتشف نعمة جديدة أُخرى فيها وهي كشف العيوب والأخطاء في المشاريع وعلينا شكر الله - سبحانه وتعالى - على فضح فساد المشاريع والتقصير والاهمال التي لا يمكن ان تنكشف رداءتها إلا بهطول الأمطار التي كشفت سلبيات العديد من المشاريع المنفذة من قبل الوزارات المعنية. فأضحت الطرق والمساحات التي تربط الأحياء ببعضها البعض بركا من المياه ما أدى الى وجود الكثير من الاختناقات المرورية التي يعاني منها المواطن والمقيم نهاراً وليلاً وبعد سقوط الأمطار أصبح المرور والتنقل صعباً جداً بسبب تجمع الأمطار وتعطل المركبات، إلى متى ونحن نتحمل هذا التقصير ورداءة المشاريع التي تكلف خزينة الدولة مليارات الريالات سنوياً ومع زخات المطر ينكشف لنا حالها البائس لأن (من أمن العقاب أساء التصرف)؟! ورسالتي للجهات المعنية : ينبغي عليها قبل تنفيذ أي مشروع التعرف على طبوغرافية الأرض من خلال التصوير الجوي للمواقع المستهدفة والشخوص إليها من قبل المقاول المختص، إذ إن الملاحظ أن أغلب مشاريع تصريف السيول تنفذ دون دراسة مستفيضة فضلا عن إيعاز تنفيذها لمقاولين ليس لديهم الإمكانات اللازمة والخبرة الكافية ولديهم مشاريع متعثرة لدى الجهات الحكومية، ولهذا أعتقد أنه لا جدوى حقيقة من تنفيذ هذه المشاريع ومن الأولى أن يشرف على تنفيذها مهندسو الأمانات والبلديات أثناء مراحل التنفيذ ويتابعوا المشروع من بدايته إلى نهايته؟! ما يميز المطر أنه يتفقد المشاريع في جولة مفاجئة دون رسميات ولا يرهق ميزانية الدولة بحفل خطابي ولوحات ترحيبية بذلك المسؤول وفوق كل هذا، فالمطر دقيق في تفقده للمشاريع حين يُعري إهمال وتقصير المسؤول والمقاول والمنفذ والمستلم للمشروع!!.