اعلنت مصلحة الزكاة والدخل الأسبوع الماضي, ان تحصيلات (ايرادات ) الزكاة والدخل ( الضرائب ) للعام المالي المنصرم بلغت 20 مليار ريال سعودي, بنسبة مرتفعة عن تحصيلات العام الماضي وهذا يرجع بسبب فاعلية القائمين والاجراءات والتقنيات المستخدمة لمتابعة المكلفين ( الذين يدفعن الزكاة او الضريبة), كما اوضحت ان هذه التحصيلات تتم في حساب موحد تابع لمؤسسة النقد العربي السعودي للصرف منه لمستحقي الضمان الاجتماعي, باشراف وزارة الشئون الاجتماعية. وحيث ان حجم المبالغ المحصلة التي تم الاعلان عنها كبيرة ومؤثرة, هنا علينا ان نتساءل, هل ستستمر الحكومة بالصرف على مشتركي الضمان الاجتماعي بكافة فئاتهم من هذا الحساب وبشكل سنوي بنفس المعايير الموضوعة, وكذلك ما هي الفوائد او العوائد التي تحققت من عمليات الصرف غير توفير المال البسيط لهذه الفئة, والذي بلاشك لن يرتقي بأي حال من الأحوال الى توفير مستوى معيشي مرضي, بل سيحافظ على العيش بنفس الطريقة والأسلوب والمعاناة. وكثيرا ما تحدث المختصون وغير المختصين طوال الأسبوع الماضي ان مبلغ تحصيلات الزكاة للعام المالي المنصرم كما أشرنا في البداية , هو مبلغ كبير , وقد يضاهي ميزانية دول , وبالتالي علينا ان نفكر باسلوب آخر يمنحنا نتائج تعمل على توظيف هذه الأموال لصالح المحتاجينواذا افترضنا بتوريث الغنى والثروة تبعا لسلسلة الأجيال فالفقر ايضا يورث بنفس الطريقة, وقد لا يورث الفقر فقط من ناحية الوضع والقدرة المادية فسيتم توريث ضعف القيم والثقافة والتعليم, ومن هنا نلاحظ ان برامج الضمان الاجتماعي او غيرها يعمل معضمها في تقديم دعم مادي فقط, فكانت النتيجة ايضا وعبر كل هذه السنين ان وضع الفقراء كما هو الا من رحم ربك. وكثيرا ما تحدث المختصون وغير المختصين طوال الأسبوع الماضي ان مبلغ تحصيلات الزكاة للعام المالي المنصرم كما أشرنا في البداية, هو مبلغ كبير, وقد يضاهي ميزانية دول, وبالتالي علينا ان نفكر باسلوب آخر يمنحنا نتائج تعمل على توظيف هذه الأموال لصالح المحتاجين ومستحقيها بشكل مختلف وشامل ويعمل على تحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية شيئا فشيئا الى ان يتم تأهيلهم بامتلاك القدرات اللازمة للعيش الكريم بكل ويسر وسلاسة. نحتاج وبلاشك ان نرى في الفترة القادمة مشاريع لها صفة الديمومة تعالج قضايا الفقراء والمحتاجين وتساهم بشكل فاعل بالارتقاء بهذه الطبقة الى مستويات اعلى وتحويل هذه الطاقات المعطلة في اغلبها الى طاقات فاعلة ومنتجة وكل هذا ممكن ان يتم باموال تحصيلات ايرادات الزكاة والضريبة, وان نضع اهدافا واضحة ومحددة عبر تبني سياسة النمو المتناقص للفقراء والمحتاجين كمعيار نجاح للمرحلة المقبلة.