تجددت الاحتجاجات في بغداد حيث اعتصم المئات أمس الأحد للمطالبة بتغيير الحكومة بعد فشل قادة البلاد في التوصل الى تسوية تنهي المحاصصة الطائفية. ورافقت هذه الاحتجاجات اجراءات امنية مشددة وقطع شوارع رئيسة وبعض الجسور، ما ادى الى ازمة سير وازدحامات خانقة. ويشهد العراق منذ عدة أسابيع أزمة سياسية سببها خلافات حول تشكيلة حكومية يسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي الى ان تكون من التكنوقراط المستقلين والاكاديميين، بدلا من وزراء مرتبطين باحزاب. واشتدت حدة الازمة بعدما اقال عدد من النواب رئيس البرلمان سليم الجبوري اثر تعليقه جلسة كانت منعقدة الثلاثاء للتصويت على لائحة حكومة من 14 مرشحا قدمها العبادي بعد التفاوض عليها مع رؤساء الكتل السياسية. يذكر ان انصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اعتصموا مدة اسبوعين الشهر الماضي عند مداخل المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة للضغط على رئيس الوزراء للقيام باصلاحات انطلاقا من انهاء المحاصصة. وشهدت ساحة التحرير، في وسط بغداد، توافد متظاهرين للتجمع والبدء باعتصام جديد بعد فشل مجلس النواب امس في اختيار رئيس للبرلمان. وفرضت اجراءات امنية مشددة في حين اتخذ عناصر التيار الصدري خطوات لحماية ساحة الاعتصام. وقال محمد خيون، احد المشرفين على الاعتصام، لفرانس برس «اعتصامنا هدفه انهاء المحاصصة السياسية قبل كل شيء». بدوره، قال عماد شايت (39 عاما) احد المعتصمين من مدينة الصدر، ان «مطالبتنا بالاصلاح تهدف لتأمين مستقبل اطفالنا لان هؤلاء السياسيين لم يقدموا للبلد اي شيء منذ توليهم المسؤولية عام 2003 وحتى الان». وتابع «لا يعرف هؤلاء كيف يعيش العراقيون او الظروف القاسية والفقر التي يعانونها» مؤكدا «سنواصل الاعتصام لانه يخدم جميع العراقيين». ويواجه العبادي معارضة شرسة من الكتل السياسية الكبيرة التي تتمسك بمرشحيها وبعضها لديه فصائل مسلحة. وتتضمن خطة العبادي التي اعلنها في فبراير والمدعومة من التيار الصدري اصلاحات من خلال ادخال شخصيات اكاديمية وتكنوقراط الى الحكومة. لكن الكتل السياسية الكبيرة التي تهيمن على السلطة وتتقاسم المناصب المهمة تعرقل ذلك. جلسة شاملة من جانبه صرح رئيس البرلمان العراقي المقال سليم الجبوري امس ان الأيام المقبلة ستشهد تحديد موعد لجلسة مجلس النواب الشامل تضم كامل اعضائه. وقال الجبوري، في كلمة خلال مؤتمر تخطيط ادارة ازمة النازحين وخطة الطوارئ «ستشهد الايام القادمة تحديدا لموعد جلسة مجلس النواب الشاملة التي تضم كامل أعضاء البرلمان من بعد التحرك الإيجابي خلال اليومين الماضيين لبلورة تصور جمعي يكون محور حله داخل قبة البرلمان وضمن إجراءات واضحة وشرعية ودستورية لن يكون فيها خط احمر لأي تصور او وجهة نظر معينة». وأضاف : «نحن منفتحون على كل وجهات النظر التي نتفق او نختلف معها وستكون باكورة اعمالنا ما يتم طرحه من اتمام فكرة الإصلاحات وما سيقدمه رئيس الوزراء والذي نأمل ان يكون سريعا والكابينة الوزارية التي يقبل مجلس النواب بها او يرفضها والقول هو قول المجلس». وأوضح أن الكابينة الوزارية التي قدمت لأكثر من مرة من الحكومة الى البرلمان ودار حولها خلاف كثير نعتقد ان جل الخلاف الذي كان ينصب حولها انما يدور حول تحقيق المصلحة المرجوة من وجهات نظر مختلفة او متعددة». وذكر»لقد أثبتت القوى السياسية انها قادرة على تطوير أدائها بما ينسجم مع متطلبات المرحلة وما الحراك البرلماني الاخير الا دليل واضح وجلي على هذا الفعل؛ الامر الذي يدل على اننا قادرون على تخطي حالة التكتلات الضيقة الى حالة من الانفتاح السياسي». وقال الجبوري»تعبر الصورة النهائية للمشهد عن نية خالصة من قبل الجميع لإنقاذ البلاد من ازمتها وقد نختلف في الاجتهادات وفي تحديد شكل الخطوة التنفيذية لكننا بالتأكيد نتفق في ضرورة الإصلاح وأهميته وحاجتنا الملحة له«. استهداف داعش ميدانيا، أعلنت قيادة عمليات بغداد امس قتل 17 عنصرا من تنظيم داعش غربي العاصمة العراقية. وذكر بيان للقيادة أن القوات الامنية تمكنت من قتل ثلاثة ارهابيين وجرح ثلاثة اخرين وتدمير عجلتين اثنتين في مناطق الكرمة والبو شجل وناظم التقسيم غربي بغداد». وأصاف البيان «ان طيران التحالف الدولي نفذ ضربة جوية تمكن خلالها من قتل ستة إرهابيين وتدمير مدفع مضاد للطائرات في منطقة البوشجل ومناطق غربي بغداد فيما رصدت قوة من لواء التدخل السريع الثاني مجموعة إرهابية تحتمي داخل وكر لهم وتم تدمير الوكر وقتل ثمانية إرهابيين في منطقة الصبيحات غربي بغداد». وأشار البيان الى أن قوة من اللواء السادس شرطة اتحادية تمكنت من ضبط وتفكيك عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب الطريق في منطقة الهياكل في الغزالية ببغداد فضلا عن القاء القبض على عدد من المطلوبين وفق مواد قانونية مختلفة في عدد من مناطق بغداد خلال ال (24) ساعة الماضية.