الشكوى دليل تذمر وسوء حال، وهل يعقل أن تصل الدرجة بالماء إلى أن يشكو؟! أنا وأنت نقول يا رب سترك.. أن لا تقبل هذه الشكوى أو هذه الدعوة ففيها الجفاف والقحط وسوء الحال والمال ومنع القطر من السماء، نرجو ألا تكون حيثيات الشكوى وعنوانها عدم دفع الزكاة والصدقات، وختامها الاسراف والتبذير وعدم الشكر والثناء لهذه النعمة العظيمة. الماء يطالب الجميع باحترامه وتقديره كبقية النعم الربانية، ومثل محافظتنا على الكهرباء والهاتف والغاز، فهل يعقل أن تترك الاضاءة في وضح النهار أو أن يتصل بالهاتف لغير سبب أو يترك الغاز بدون استعمال، كذلك الحال في الماء هل يعقل أن يترك الحبل على القارب للخدم وأهل البيت يستنزفون الماء لمجرد الاهمال، خذ مثلا مقدار الماء الذي يهدر على الحدائق وغسيل السيارات والملابس أو الاهمال في تسربات المواسير والسيفونات والخزانات كلها تصرفات يمقتها واقع الحال والحاجة الى الحفاظ على نعمة الماء. المعلومات التي بين يدي تقول إن الفرد في المنطقة الشرقية على سبيل المثال يستهلك ضعف حاجته والفاقد بعلمه أو بدون علمه أضعاف كثيرة. والمواطن أو المقيم لا يشعر بذلك الفاقد؛ لأن فاتورة المصلحة «ما تستاهل» التعب والسؤال إلا إذا غضب «كمبيوترها» فغضبه «مضربة» ترفع معدل الضغط أو قل تفرغ محفظة ذلك المسكين، وهنا يكون «الوعي» وهذا الوعي لم نأمر به ولم نكرهه فهو ناقوس خطر وعلامة توقف يجازى من تجاوزها بأشد «الدريهمات». حقيقة، يجب أن تفهم أن شكوى الماء منبعها من أهميته وأهميته تبرز في حالة فقده، فهو مثل ما يقال أغلى مفقود وأرخص موجود. مع أننا في عصر أصبح ايضا الماء أغلى موجود مقرونة بأغلى مفقود، كانت الحكمة السابقة في زمن مضى عندما كان الناس لديهم الوعي اكثر والاهتمام اكثر، لا تقل لي نحن الآن في عصر الفضاء والتقدم والاقمار الصناعية فأقول لك: أرجو العزيز الكريم ألا يكون هبوطنا تحت الارض بمقدار ارتفاعنا في السماء فكل المعايير اختلفت وأصبحنا اليوم في حرب ضروس اساسها الماء. وللماء الحق في أن يعلن الحرب على كل مسرف ومبذر، ولا شك ان النتيجة واضحة، وهي كسب الماء لقضيته وكسبها من أولئك الأقوياء الذين احتضنوا قضية القضايا ودافعوا عنها فهل نحن منهم؟ أرجو ذلك ما دمنا في ظل حملة ترشيد أو قل حملة الحماية لثروتنا الأهم. والله الموفق،،،