تتهيأ فرص الأمطار على الساحل الشرقي اليوم وحتى 48 ساعة مقبلة، وسط توقعات بأن تستمر حتى نهاية الاسبوع في معظم مناطق السعودية ودول الخليج، فيما بدأت الهطولات منذ أمس على شمال المملكة. ورصدت صور الأقمار الاصطناعية تشكيلات الغيوم في أجزاء متفرقة، الذي يبشر بامتداد الأمطار باذن الله في مساحات واسعة، وبحسب مؤشر الخرائط الجوية، من المحتمل ان تشمل اليوم مناطق الشمال الشرقي، واجزاء من الوسطى والغربية والجنوبية، وتنتقل الى حواضر الدمام خلال 72 ساعة. وبحسب متابعين للطقس، تؤثر هذه الحالة في تراجع ملحوظ في مستوى الحرارة، وانخفاض تدريجي بقيم تبلغ 5 و7 درجات، في حين يتفق مختصو الطقس على صعوبة التنبؤ الدقيق بالأمطار عموما، وفي نظرة إلى خاصيتها في هذا الفصل على نحوٍ استثنائي، تصعب التوقعات، وذلك من حيث الاسباب المفاجئة في التشكل، التي لا تسبقها البوادر المعتادة، وبالتالي فإنه لا يتوافر عامل التاكيد المسبق، وان كان لفترات قريبة، على رغم ما يبدو ظاهريا في تكاثف السحب. وفي هذا السياق، يوضح المختص في المناخ والفلك، الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم، أن معظم النماذج الرياضية، لا تتوقع ولا تتنبأ بأمطار أحياناً بفصل الربيع، ومع ذلك تنشأ السحب الركامية بظرف 60 دقيقة بإذن الله تعالى، لتفاجئ الجميع بولادتها، بما فيها الرادارات والأقمار الاصطناعية، فتنتشر وتنبسط وتبرق وترعد ومن ثم تمطر، كل هذا يحدث غالباً آخر النهار وأول الليل (مراويح الربيع)، بما يعني، أن هذا الموسم غير ذي علاقة في الاعتماد على التنبؤات الجوية الرقمية فقط، وبالتالي يكون المجال باطلاق العنان للمراقبة الآنية في انتظار الغيث بأمر الله. وأوضح أن هذه هي حقيقة التوقعات الجوية، باعتبار أنها ليست معادلات رياضية أو قوانين فيزيائية، لا تتغير ولا تتبدل ولا تتقدم ولا تتأخر، مشيرا إلى أن الحالة الماطرة مستمرة لبضعة أيام في أجواء السعودية بمشيئة الله، تكون مصحوبة بنشاط لرياح متقلبة الاتجاه تثير الغبار في بعض المناطق. وطبقا لرأي الدكتور المسند، فإن المراويح أو (السرايات)، عبارة عن سحب ركامية وعواصف رعدية محلية المنشأ، وهي خارج نظام المنخفضات المتوسطية، تظهر عادة في شهري أبريل ومايو، منبها من خطورة الرياح الهابطة خلال فترة نشاطها متزامنا مع هذه الأيام، والتي قد تتسبب في إثارة الغبار في المناطق التي تتشكل فيها السحب الركامية، وفي الاماكن المكشوفة وعلى الطرق البرية خاصة بين الشرقية والرياض. وزاد كما أنها حالة ماطرة سريعة ومحدودة المكان، تظهر في الشهور الانتقالية (أبريل ومايو)، وغيومها تبدأ بالتشكل غالباً بعد منتصف النهار، ومطرها غزير ويستمر لفترة قصيرة، يترافق بتساقط البَرَد أحياناً، ورعد وصواعق وتيارات هابطة شديدة السرعة، التي تنشأ عندما ترتفع الحرارة بشكل كبير، فيرتفع الهواء مسبباً منخفضاً جوياً، وحينما تتوافر الرطوبة الجوية مع جيب بارد علوي، فان ذلك يساعد على تكاثف السحب وقد ينزل المطر بإذن الله، فيما يعد شهر أبريل الاكثر نزولا للمطر في نجد وفق الاستقراء المناخي. من جهتها، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن تتأثر المملكة اليوم الاثنين بتقلبات جوية، حيث تنشط الرياح السطحية قد تصل سرعتها إلى 60 كيلومترا في الساعة، مثيرة للأتربة والغبار، وتحد من الرؤية الأفقية إلى أقل من(2كم). وأشارت الى احتمالية هطول أمطار رعدية بمشيئة الله على مناطق الجوف والحدود الشمالية وحائل، تمتد الى المدينةالمنورة وتبوك والقصيم وحفر الباطن وتشمل السواحل في هذه المناطق. كما يتسمر هطول الأمطار الرعدية من متوسطة إلى غزيرة على مرتفعات مناطق مكةالمكرمة والباحة وأبها ونجران وجازان، في حين تكون الرياح السطحية في البحر الاحمر جنوبية إلى جنوبية غربية بسرعة 15- 35 كيلومترا في الساعة على الجزء الشمالي و جنوبية إلى جنوبية شرقية على الجزء الجنوبي. وفي الخليج العربي جنوبية شرقية بوجه عام بسرعة 15- 35 كيلومترا في الساعة، وفي مياه البحر ترتفع الامواج الى متر ونصف في الخليج العربي والبحر الأحمر، ويتضح في مؤشر الأرصاد ارتفاع حاد على درجات الحرارة في المنطقتين الوسطى والشرقية وتلامس الاربعينيات المئوية في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة.