حذّر المختصون في المناخ، من المخاطر المصاحبة للأمطار خلال هذه الفترة، متوقعين أن تكون غزيرة في بعض المناطق، حيث بدت المؤشرات مرتفعة في احتمال بدايتها اليوم على بعض المناطق، وبالتالي تتجدد الفرصة لجريان السيول في الأودية والمواقع المنخفضة، فيما تتميز الهطولات في موسم الامطار الحالي، بالعواصف الرعدية وتساقط زخات البرد وهبوب رياح عالية السرعة، التي تعمل على تدني مدى الرؤية الأفقية بفعل الغبار والأتربة المثارة، وذلك ضمن أحوال جوية غير مستقرة، بسبب جبهة هوائية باردة. من المتوقع أن تؤدي الى تكوين السحب الركامية تباعا، فوق أجزاء واسعة، وتمطر اعتبارا من اليوم بمشيئة الله تعالى، وتشتد يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين، تشمل مناطق الشرقية والوسطى والساحل الغربي ومرتفعات الجنوب، ويتضح في صور الاقمار الاصطناعية، تواجدا للغيوم التي تتكاثف في الظروف الجوية السائدة حاليا. وبدت الأجواء مهيأة في تقدّم متسارع للحالة، من خلال تحرك كتلة هوائية باردة من الاطراف الشمالية، وتتفاعل خلال الساعات القادمة، مع الرطوبة وتدفق الرياح الدافئة من الجنوب، ويساعد ذلك بإذن الله -تعالى-، في تشكيل منظومة جوية لها طبيعة بعض العنف في المؤثرات القادمة، خاصة في تكوينات السحب والرياح الهابطة، وتمطر باستمرارية في أجزاء متفرقة، فيما يتبين في خرائط الطقس، أن البداية مبكرة اليوم على المناطق الشمالية، ثم تتسع في امتداد متوالٍ إلى غرب وجنوب ووسط وشرق المملكة، وبحسب المتابعين للانواء، تكون هذه الحالة معتادة في مثل هذه الفترة من العام، وتُعرف ب (السرايات) ومراويح الصيف، متوافقة مع شهر ابريل والى مايو في بعض مواسمها، وتتسم بالعنف بسبب هطول الأمطار الفجائية، وهبوب الرياح العاتية، بالاضافة الى بعض الظواهر الجوية المصاحبة لها. وكان للمختص في الارصاد الجوية الدكتور خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، توضيحا عن طبيعة (السريات)، بقوله ان الأمطار الصيفية أمطار عقيمة، لا يتولد عنها إنبات شجر جديد، ويتوقف تأثيرها على تلطيف الجو، وإمداد فترة اخضرار الربيع فقط، وتعد الموسم الأخطر وأضراره جسيمة على المزارعين على نحوٍ خاص، إذ إنه يتزامن مع موسم الحصاد السنوي للقمح كمثال، كما انها فترة تتسم بالعنف المناخي، وتأتي على الناس في حين غفلة، وتشتد وطأتها إذا صاحبها نزول البَرَد، ويحدث ما هو أخطر من الأمطار، وهو البرق وتفريغ الشحنات الكهربائية، وغالبا تكون السرايات مصحوبة برياح رعناء وماكرة، كما تصنف هذه الهطولات بالأمطار الصيفية، وعادة ما تكون في بقعة دون اخرى، وتتخلق نتيجة لتسخين الهواء وتمدده إلى طبقات الجو العليا، فيبرد وتتكاثف ما به من أبخرة، وهو الحال المعاش الآن، عندما تشتد الحرارة وخاصة أثناء النهار، الذي يساعد على ارتفاع الأبخرة إلى أعلى، ومن ثم تتراكم السحب وتسقط الأمطار في المساء بمشيئة الله، وتكون على هيئة زخات ثقيلة، ونادرا ما تهطل بالفترة الصباحية، إلا أنها تتبخر سريعا ولا تتغلغل داخل التربة، بسبب ارتفاع حرارة الجو وسخونة الأرض. وفي ذات السياق، يشير المختص بالفلك والطقس، سلمان آل رمضان، الى استمرار التقلبات الجوية المعروفة في مثل هذه الفترة من العام، والتي تستمر حتى نهاية شهر ابريل موضحا ان التوقعات في درجات الحرارة، انها تكون نهارا في الثلاثينات المئوية، وتنخفض ليلا مع متغيرات متواصلة لاتجاهات الرياح، ولكن أهم ما يميز هذا الأسبوع: هو حالة المطر التي تشير لها النماذج الخاصة بالطقس، والتي تشمل مناطق واسعة من شبه الجزيرة العربية بمشيئة الله، ابتداء من غرب اليمن مرورا بسواحل البحر الأحمر، وتمتد حتى المناطق الوسطى والشمال وتصل للعراق، كما تشمل سواحل الخليج من الكويت حتى عُمان، وقد تكون بدايتها من اليوم الأحد في الجنوب الغربي، تنتقل خلال اليومين المقبلين للمنطقة الشرقية، والاحتمال بين الثلاثاء والأربعاء، وقد تستمر الى نهاية الأسبوع، وتكون الهطولات مصحوبة أحيانا بالعواصف الرعدية، وقد تتقدم الحالة أو تتأخر وقد تضعف ايضا، وفقا الى ما يستجد بأمر الله من مسببات، وبحسب المعطيات وما يطرأ آنيا على الظروف الجوية. وقال الفلكي آل رمضان: إن غدا الاثنين، يوافق الدر الأربعون في (العشرة الرابعة بعد المائتين من سنة سهيل)، وفيه نهاية الربيع وشدة الحميم (السرايات) وشدة الرياح، واضاف ان كوكبة الثريا ترتبط برؤى مأثورة لدى الفلكيين العرب منذ القديم، فهو العنقود النجمي الشهير في برج الثور، والذي يعرف مجردا بالنجم، حيث أهميته نابعة من كونه تقويمهم الذي عرفوا به الأحوال الجوية، وعلاقتها بمواسم الرعي والزراعة وصيد البر والبحر، وراقبوا اقترانه مع القمر لتحديد تلك المواسم، وخاصة في الثلث الأول من الشهر القمري، ورغم عدم معرفتهم بالحسابات الفلكية الدقيقة وإنما على وجه التقريب، حيث إنهم جعلوا تلك الاقترانات في الليالي الفردية من الشهر القمري، ومن ذلك: اقتران القمر والثريا (قران ثالث)، الساعة 05:40 صباح يوم الأحد 4/10، ويقولون عنه: (قران ثالث ربيع ذالف)، كناية عن وداعية الربيع واقتراب فصل الصيف، وذلك حسب الأجواء المعروفة من القديم في منطقة شبه الجزيرة العربية.