يمكن لأي متابع لمسيرة نادي الباطن في دوري الدرجة الأولى هذا العام.. أن يختصر تفوقها في "سبرنت" رئيس النادي ناصر الهويدي الذي لفت الأنظار بعد إدراك فريقه الفوز في الوقت الضائع أمام أحد بطريقته الهستيرية في الركض الفرائحي تعبيرا وابتهاجا عن فرحة غامرة سكنته في لحظات الحسم. مسيرة الباطن في دوري الأولى جاءت متسارعة الخطى فتح بها الفريق "سبرنت" قوي منذ بداية الجولات الأولى للدوري حتى تربع على عرش الصدارة ليفصله جولتين فقط عن حسم تأهله لدوري جميل للمحترفين. ولعل المتابع لفريق الباطن والمصاعب التي واجهها قبل أن يصل لهذه المرحلة المتقدمة من المستوى الفني والترتيب النقطي يدرك أسرار "سبرنت الهويدي" الذي جاء وكأنه يعبر عن انتصار حقيقي جاء بعد تعب وجهد وعناء ولحظات قاسية عاشها هذا الرئيس حتى أوصل ناديه لهذه المرحلة المتميزة. الهويدي كان لاعبا في خانة الظهير.. واعتاد على "السبرنتات" في بدايات العقد الأخير من الألفية الماضية، وكان حينها لاعبا متميزا ومنضبطا عندما كان يلعب الباطن في دوري مكتب الزلفي ثم انضم لمجلس إدارة النادي قبل أن يجلس على كرسي الرئاسة عام 2002 خلفا لسلفه علي المعدي ثم يبدأ رحلة التطوير والبحث عن الأمجاد لفرقة السماوي.. ليحقق الصعود للثانية ثم للأولى وها هو الفريق قاب قوسين أو أدنى من الدوري الممتاز. 14 عاما عاشها ناصر الهويدي من حياته رئيسا لناد كان لا يملك أي مقومات للنجاح.. ملعب أشبه بملاعب الحواري ومقر خاو على عروشه.. لكن الهويدي حول الأحلام إلى واقع فبعدما كان يلعب الفريق مبارياته في الزلفي التي تبعد قرابة 300 كم وهي التي يفترض أن تقام على ملعبه.. أصبح اليوم لنادي الباطن منشأة مكتملة الخدمات أضحت هدفا لكل محبي كل الألعاب ليمارسوا هواياتهم فيها.. ليتحول نادي الباطن إلى مصاف الأندية المحترفة ليس بالاسم فقط بل بالواقع الجميل الذي صنعه الهويدي ورجالات الباطن بكل تفان وإخلاص. يقول عدد من لاعبي الباطن ل"الميدان" انهم اعتادوا على فرحة رئيسهم الذهبي بعد كل هدف يسجلونه، فهم يعلمون جيدا حجم الضغط الذي يقع عليه لتأتي أهدافهم لتزيل عنه هذا الحمل الثقيل من الأعباء والأعمال. مضيفين: "هناك سبرنتات كثيرة لرئيسنا لم تلتقطها الكاميرات" مؤكدين أن الهويدي له فضل كبير بعد الله في الوصول لهذه المراحل والاقتراب من تحقيق حلم التأهل الذي طال انتظاره. وحظيت فرحة رئيس الباطن ناصر الهويدي بعد تسجيل لاعبه مشعل خلف هدف الفوز على أحد في آخر ثواني المباراة بردود فعل كبيرة على مواقع التواصل الاحتماعي واستحوذت على اهتمام المغردين واصفيها بالفرحة المتميزة التي تعكس اخلاص وحب هذا الرجل لناديه، مؤكدين أن هذه الروح من الرئيس تدل على ما يقدمه من عمل احترافي متميز وضع فريقه في الصدارة.