كشف تسجيل صوتي حصلت عليه وكالة "سبوتنيك" الروسية، من مصدر ميداني، أن مقاتلي إحدى المجموعات المسلحة الناشطة في ريف حلب بسوريا استلمت 85 صاروخا حراريا مضادا للطائرات. وأوضح التسجيل، الذي يبدو أنه تسجيل لاتصال لاسلكي بين قادة إحدى الفصائل المسلحة بريف حلب الجنوبي، حصل عليه مراسل "سبوتنيك" من مصدر ميداني عبر اختراق شبكة اتصالات المسلحين، ويتضمن حديثا لأحد قادة الفصائل المسلحة يؤكد حصول هذه الفصائل على 85 صاروخا حراريا مضادا للطائرات دخلوا إلى سوريا. ويقول صاحب الصوت في التسجيل: إن "85 صاروخا مضادا للطائرات، 85 صاروخا حراريا دخلوا إلى سوريا". وأشار المصدر الميداني إلى أن "جيش الفتح" يسيطر على المكان الذي التقطت منه المكالمة. ويعد دخول هذه الصواريخ في الصراع الدائر في سوريا تطورا نوعيا، حيث سيمكن الجماعات المسلحة من التصدي للطائرات الحربية. يشار الى ان روسيا ما زالت تحتفظ بقوات جوية في سوريا، بعد سحب السواد الاعظم منه في الشهر الماضي بعد مرور اكثر من خمسة اشهر من ارسالها الى الدولة التي مزقتها الحرب لشن هجمات ضد الجماعات المسلحة. وأسقط مقاتلو المعارضة ثاني طائرة حربية سورية خلال أقل من شهر الاسبوع الماضي، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأسر الطيار في منطقة قرب حلب. وقال الجيش السوري: إن الطائرة أسقطت بصاروخ مضاد للطائرات وهو نفس السلاح الذي قال إنه استخدم لإسقاط طائرة حربية أخرى في غرب سوريا في مارس. لكن مقاتلي المعارضة اتهموا دمشق بتزييف الحقائق وقالوا: إن الطائرة أسقطت بمدافع مضادة للطائرات. وطالبت قوات المعارضة المدعومة من الخارج لفترة طويلة بأسلحة مضادة للطائرات للتصدي للضربات الجوية المدمرة التي تنفذها القوات الحكومية السورية والقوات الروسية التي انضمت لها في سبتمبر، لكن داعميها يشعرون بالقلق من تقديم هذه الأسلحة خشية سقوطها في أيدي جماعات متشددة. وقال المرصد السوري: إن الطائرة سقطت في منطقة تلة العيس جنوبي مدينة حلب، حيث يتعرض مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة لقصف عنيف من الطائرات السورية والروسية منذ سيطرتهم على المنطقة في الأيام القليلة الماضية. قال جيش النظام وقتها: إن طائرة كانت في مهمة استطلاعية سقطت بعد قصفها بصاروخ أرض-جو. وقال المرصد السوري أيضا: إن الطائرة أسقطت على الأرجح بصاروخ مضاد للطائرات. وأسقطت المعارضة طائرة حربية سورية في محافظة حماه بغرب البلاد يوم 12 مارس، ونفوا وقتئذ أيضا تقرير وزارة الدفاع الروسية بأنهم استخدموا صاروخا مضادا للطائرات. وقال المرصد السوري حينها: إن جماعة معارضة استخدمت صاروخين حرارين. وقال أحمد السعود الذي يقود جماعة معارضة تابعة للجيش السوري الحر تعمل في شمال غرب سوريا: إنه لا يوجد أي فصيل من فصائل المعارضة يمتلك صواريخ أرض-جو. وقال العميد أحمد رحال وهو قائد سابق في المعارضة ومنشق عن الجيش: إن لديه معلومات تتعلق بإسقاط الطائرة في حلب بنيران مدفعية. وقال لرويترز: إن طائرات القوات الجوية السورية قديمة للغاية، وبعد قطع عدد معين من الأميال تحتاج لصيانة وتضطر للطيران على ارتفاعات منخفضة للغاية، وبالتالي تكون عرضة للقصف. لكن مصدرا بالجيش السوري قال: إن هذا الحادث مؤشر خطير على الأسلحة التي يمتلكها "الإرهابيون".