قال قائد في المعارضة السورية المسلحة بريف حلب الشمالي ل«اليوم» إن الهدنة مع قوات النظام انهارت تماماً، نتيجة خروقاته المتكررة لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن اتفاق الهدنة نفسه المتضمن وقف الأعمال العدائية احتوى على التباس خطير، عندما استثنى فصائل معينة من الهدنة متداخلة مع بقية الفصائل المسماة معتدلة، وهو ما أتاح للنظام الاستمرار بأعماله العدائية مستهدفاً الجميع بلا استثناء أو تمييز. وأكد القائد الميداني أن هناك ميلاً عاماً لدى الفصائل السورية المقاتلة إلى توجيه رسائل قاسية إلى المجتمع الدولي، وأنها ستستمر بالتصعيد على أعتاب الجولة الجديدة من المفاوضات المقررة في جنيف في الأيام القليلة القادمة، مشيراً إلى أن الفصائل لم تغفل واجباتها في قتال تنظيم داعش المتشدد، إلا أن ذلك زاد من ضراوة النظام تجاهها بدلا من أن يخفف عنها. وأشار القيادي في المعارضة إلى تزايد وجود ومشاركة العناصر الإيرانية وعناصر حزب الله في المعارك الدائرة في محافظتي حلب وإدلب، بعد أن سجلت انخفاضاً ملحوظاً في مشاركتها أثناء التدخل الروسي الواسع النطاق، منوهاً أن هناك أنباء ومعلومات عن قرب وصول قوات إيرانية جديدة إلى سوريا، وأنها ستتوجه على الأرجح إلى ريفي حلب وإدلب. وأكد أن فصائل المعارضة حررت قرية الكوزة لتصبح القرية رقم اثنتي عشرة في ريف حلب الشمالي خلال اليومين الماضيين من يد تنظيم داعش، في حين شن طيران التحالف الدولي ثلاث غارات جوية على جنوب شرق مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي، كما أغار طيران النظام على المشفى الوطني في إعزاز. وفي ريف حمص، تسللت عناصر من جبهة النصرة إلى بلدة خنيفيس وهاجمت مقر قيادة المنطقة وقتلت جميع عناصرها بمن فيهم قائد ميليشيا الدفاع الوطني ودمرت دبابة ورشاشا وانسحبت من المكان، وردت قوات النظام على العملية بقصف بلدات التلول الحمر وعيدون والدلاك بريف حماة الشرقي وعلى بلدات عز الدين والوازعية وأبو همامة بريف حمص الشمالي الشرقي. سياسيا، قال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن المطالبة بتنحي رئيس النظام السوري بشار الأسد عن السلطة تقوض آفاق التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية امس عن ريابكوف القول إن «موسكو تقترح تأجيل مناقشة موضوع مصير الأسد»، مضيفا إن «أطراف النزاع السوري هي التي يجب أن تبت في هذا الأمر لاحقا». وتابع: «نحن لن نتفق أبدا مع الزملاء في واشنطن، وغيرها من العواصم، التي تعتبر أن الأمر الرئيسي يعتمد على مطلب رحيل الأسد».