أحسنت وزارة العمل صنعاً بقصر العمل في مهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها على السعوديين والسعوديات فقط، وفيما لو نجحت الوزارة في توطين هذه المهنة الهامة اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا خلال المدة المحددة، والتي ستحد من التستر التجاري وتقضي على جزء من البطالة؛ فستكون تجربة هامة لتوطين وسعودة مهن أخرى. وإذا لم يع المواطن دوره وأهمية القرار وعدم محاولة الالتفاف على القرار؛ فالوزارة ستعود إلى نقطة البداية، كقرارات سابقة مماثلة: كسعودة أسواق الخضار، ومحلات بيع الذهب، التي تشبثت بها العمالة وتساهل فيها الكفيل وغضت الوزارة الطرف، وما أعقبها من استثناءات بالسماح للعمالة بأعمال التنزيل والتحميل والتنظيف لمواقع بيع الخضار والفواكه؛ حتى وجدت العمالة ثغرة تدير بها من تحت الطاولة مجموعة من المحلات! آخر الدراسات جاءت بأرقام مذهلة لاستحواذ العمالة بل وسيطرتهم على مهن محددة، ففي تقرير بحسب دراسة ميدانية أعدها مركز للدراسات والاستشارات مؤخراً، أبان استحواذ 26 جنسية على 90 مهنة يتعامل معها السعوديون يوميا، في حين يحتل العامل السعودي المرتبة الأخيرة في سوق المهن والحرف ب 9 مهن فقط، وسيطرت 9 جنسيات على 70% من سوق العمل والحرف والمهن التي ترتبط يوميا بحياة الناس! فيما لوحظ في المسح الذي شارك فيه 60 باحثا ميدانيا في 10 مدن وهي: الرياض، جدة، المدينةالمنورة، مكةالمكرمة، الدمام، الخبر، تبوك، حائل، أبها، وجازان، وبينت الدراسة، سيطرة جنسيات معينة على مهن محددة، كالمطاعم، ومعارض بيع السجاد، والأثاث، وبيع وإصلاح أجهزة الاتصالات! على كل.. هذا فتح باب رزق للشباب في قطاع مربح وتدار به أكثر من مليار ريال، وسيغني الكثير عن الوظيفة والدخل المحدود، وفرصة سانحة لكل من يبحث عن الدخل الجيد والحياة الكريمة؛ لأن هناك شبه انعدام لوجود البائع السعودي، وسيطرة العمالة الوافدة بنسبة تجاوزت 95 بالمئة لحسابها الشخصي، وترتفع نسبة حوالاتهم لبلدانهم عاماً بعد عام للدخل الممتاز من هذه المهنة. ونتمنى من الأخوة الوافدين العاملين في هذا القطاع تقدير مصلحة البلاد واحترام قوانينها. من الصعب أن تتابع الوزارة مئات الآلاف من محلات بيع وصيانة أجهزة الجوالات؛ إذا لم يكن المواطن واعياً لأهمية تطبيق القرار ومردوده المادي الكبير لاقتصاد بلاده، من خلال التبليغ عن أي متلاعب أو متستر، ولو على أقل تقدير عدم التعامل مع الوافد الأجنبي في شراء أو صيانة جهازه الخاص. هي فرصة لابنائنا قد لا تتكرر فيما لو تعثرت كأسواق الخضار والفواكه، فقد تزداد العمالة للسيطرة بشكل أكبر بعد فشل تطبيق القرار.. الكرة الآن بملعب الشباب.. فهل يستغلون الفرصة أم يندبون حظهم مع البطالة؟!.. والله المستعان