يستهين الكثيرون بلسعة الحشرات، ويعتبرونها مجرد ألم أو انتفاخا عابرين على مستوى الجلد، لكنهم لا يدرون أن مضاعفاتها أحيانا قد تتسبب بالوفاة. ومن الأمراض الخطيرة التي تتسبب بها الحشرات يأتي الطاعون، الملاريا، وفيروس النيل الأزرق، إضافة إلى عدوى زيكا التي تسببت، مؤخرا، بميلاد الآلاف من الأطفال مشوهي الرؤوس. وقدم موقع "ذا أكتيف تايمز" قائمة بأسوأ الأمراض التي تنقلها الحشرات، سيما في فصل الربيع والصيف حيث تنتشر بكثرة. ومن بين أسوأ تلك الحشرات، خنفساء الفوبورنوم، التي تقوم بمهاجمة الأشجار لتقتات عليها، مما يكبد المزارعين خسائر فادحة. ويحل الذباب العادي بين أكثر الحشرات إيذاء وإزعاجا، ذلك أنه يلاحق القذارة والبكتيريا حيثما وجدت، وينقل عددا من الأمراض، كما أن أنثاه قادرة على وضع مائة بيضة، والمساهمة في التكاثر. أما فراشة الطماطم، فتلحق أضرارا بالغة بالطماطم، بالرغم من عدم لسعها للإنسان على غرار باقي الحشرات، مثل حشرة القراد التي تذهب إلى جلد الإنسان وتشرع في مص دمه. وبوسع النحل أيضا أن يؤذي الإنسان بالرغم من دوره واستخدامه في بعض العلاجات، ذلك أن ما بين 50 و100 شخص يموتون سنويا جراء لسعة النحل، أغلبهم بسبب تفاعلات الحساسية لديهم. وينصح الأطباء بتوخي الحذر في فصلي الربيع والصيف، حين تكثر الحشرات، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لدى الخروج في نزهة إلى الغابة بارتداء ملابس تغطي حيزا كبيرا من الجسم، فضلا عن الحرص على النظافة واستخدام مواد إبادة الحشرات في حال دعت الضرورة إلى القيام بذلك. وقال علماء، إن اثنين من أشرس أنواع النمل الأبيض (الأرضة) وأكثرها قدرة على التدمير في العالم، بدأت تتزاوج في جنوبفلوريدا لتنتج مستعمرات مهجنة تنمو بمعدل الضعف عن الوضع العادي لهذه الحشرة. وقال نان-ياو سو أستاذ الحشرات بجامعة فلوريدا، الذي أشرف على هذه الدراسة: إن النوعين الآسيوي والنوع الآخر من فورموزا هما المسؤولان عن معظم حجم الضرر السنوي في العالم الناجم عن النمل الأبيض والبالغ 40 مليار دولار، فيما أن الأنسال المهجنة منهما يمكن أن تضاعف من حجم الخسائر بصورة كبيرة. وقال سو الذي نشرت نتائج بحثه في دورية (بلوس وان): "إنها ليست بالأنباء السارة إذ إنها تعني أنه في غضون فترة وجيزة من الزمن سيشعر ملاك المنازل بالضرر." ويرجع سو هذا التطور إلى ظروف تغير المناخ، مشيراً إلى أن هذين النوعين من النمل كانا يعيشان في بيئات منفصلة، وتزدهر أعدادهما في أوقات متباينة، وأضاف أنه بحلول 2013 تداخلت العوامل الخاصة بأماكن المعيشة ومواسم التكاثر. وتوصل البحث إلى أن ذكور النمل الآسيوي تفضل إناث نمل فورموزا، وأن مستعمرات النوعين تضاعفت بصور كبيرة خلال عام واحد. وقال سو، إنه لن يتسنى معرفة ما إذا كان النسل الهجين خصبا أو عقيما، إلا عندما تصل المستعمرات إلى خمس سنوات من العمر تقريبا، حين تبدأ الملكات الجديدة في التكاثر. وأضاف انه على الرغم من أن الكثيرين يستخدمون مبيدات الآفات للتخلص من النمل الأبيض، إلا أن هناك طعوما تقضي على مستعمراتها تماما بمرور الوقت.