الاسبوع ما قبل الماضي بدأ متفجراً في اسطنبول وسيناء ومر مروراً مروعاً على بروكسل يوم الثلاثاء. التوقيع «داعش»، والرسالة: الحرب على أي دين أو توجه يختلف عنهم حتى يقيموا دولة الخلافة. داعش المنسوبة لدين السلام والتسامح والعقل كيف نسبت له؟ أو من أين أدخلت إليه؟ الارهاب يفرض أي شيء باستخدام التخويف والقوة، وهو مجرد فكر ثم تخطيط وإدارة جيدة لفترة طويلة، ولو تفحصنا الخطاب المتشدد في العالم الاسلامي، ورصدنا نقاط التشابه فيه فسنجد ملامح عامة تشكله. «التغييب والمبالغة». المبالغة في طرح الجانب الايجابي للشخصيات والفترات التاريخية وتصويرها بشكل مثالي متكامل، والربط بين البعد عن التدين وبين سقوط الخلافة الاسلامية جعل الطموح مستمرا في إعادة تلك الدول عن طريق الرجوع للدين الاسلامي وفق المعايير الجيوسياسية والأيدلوجية القائمة آنذاك، التي طبعت في عقول الناس عن طريق الحكايات الاسطورية لشخصيات تلك الأزمنة البعيدة، اضافة الى التنبؤات المستقبلية التي تغذي عقولهم عبر القصص التي وردت من مصادر عديدة اجمع عليها بعض العلماء بالصحة، والكثير بالبطلان. تغييب الجوانب السلبية أو بشكل أكثر دقة، عدم طرح الوقائع التاريخية بشكل موضوعي متكامل يشمل العيوب والظروف السياسية والاقتصادية للمنطقة الزمنية التي عاش فيها ابطال تلك القصص، وسرد السير الذاتية بشكل مكتمل غير منقح من العيوب، هذا التغييب جلب علينا الغلو من حيث لا نعلم؛ فطغت صفة المثالية على تلك العصور، وأصبح تناولها على حقيقتها يسبب مشكلة، فالتاريخ عادة ما يكتب بيد المنتصر. «الإحباط والتنبؤ» خلال العقدين الماضيين، تكاثفت الجهود لتفريغ الحاضر من الايجابيات والانجازات حتى صار اليأس والغضب من الواقع يلون المشهد العام، وربط المستقبل المزدهر والنهوض بالحلم الأممي الاسلامي بالنموذج القديم فقط، متجاهلين حقيقة اختلاف الزمان والمكان. أكمل ما تبقى الأسبوع القادم، حفظ الله أوطاننا.