تغادر المقهى لتعود إلى منزلك في طريقك تعبر (حلة.....) تجد نساء خشبيات متصلبات في الطرق، تراودك حالة الرجولة تتذكر أن العيون تتلصص عليك تسير وحيدا خيال امرأة خشبية ما زال يراودك في مدينة لا توجد بها نساء، تلمح إحداهن تراودك رغبة محمومة تقترب منها تمد لك يدا سوداء، لكنك غرقت في بحور من الصمت جسدك يرتعش.. تعود لسكنك وتجد غرفة غارقة في الظلام، أنت تطهر بقايا عريك وتغسل روحك من أدران النساء الخشبيات، تنتظر أن تعبر روحك لحظة تسكن فيها، لكنك تصبح بعيدا تبحث عن ذاتك قبل أن تضيع، ولتكتشف أنك تسكن في مدن خشبية، تسير وحيدا أنت وذاتك وأحلامك المتيبسة تبحث عن إناء أنوثة لتزرع فيها أحلامك، لا ترى سوى دموع خشبية تتقاطر من ورود أنت جذبتها، والصحراء هناك كانت تفترسك، كنت تنام على وسادة خاوية إلا منك، قبل أن تهدر روحك خلف تلك الأبواب الخشبية لا توجد إلا انت وكوب من الشاي الخشبي تأخذه مع بقايا سيجارة التقطتها من فم امرأة (تكرونية)، رمت بها أمام حييكم القديم، كنت تشتم فيها ما توهم نفسك انه رائحة أنوثة، لكنك تكتشف أنها رائحة المدينة ورائحة الحي الذي تسكن فيه. تختلط عليك الأوراق لا تعرف مدينة لا تعيش بها نساء، هل تسميها مدينة خشبية؟ أم أن النساء اللاتي يسكننها هن الخشبيات؟ هن اللاتي يبسن اغصان تلك المدينة وجفت من رائحتهن حتى أصبحت صحراء بلا بحر بلا امتداد بلا بشر سوى مجموعة من النساء الخشبيات، ولا يشبهن كل النساء. قبل أن تنشر ملابسك على سطح تلك البناية المهترئة التي تسكن فيها، تتذكر أنك يوما قبل أن تأتي إلى هذه المدينة أوهموك أنهم يتوسدون الرفاهية، لكنك لم تجد ما تروي به شبقك الليلي وتستر به عري ذاكرتك المجروحة بأيام الغربة. قالوا إنك ستأتي لتعمل في تعبيد الطرق وتزيين الأحياء، كنت تضحك في داخلك؛ لأن هذه المدينة لا تحتاج إلى طرق، لكنك تكتشف أن شوارعها تسكنها حفر بحجم الجروح في روحك، تقع فيها كل يوم وتتعثر فيها كل لحظة، وأنت وحيد تنتظر الوقت ينتشلك من وحدتك، تنتظر أحيانا لا شيء لأنك ايضا اصبحت رجلا يحمل مشاعر وأحاسيس من خشب.